اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 114
[الحجاج يهزأ من مفتيين]
قال: أشرف الحجاج فإذا هو بحلقتين في المسجد، فقال: ما هاتان الحلقتان؟ قالوا: هذا أبو جبيرة الأنصاري [1] ، وعبد الله بن شداد [2] ، فأنشأ يقول: [البسيط]
أدبر الأمر حتى ظل محتبيا ... أبو جبيرة يفتي وابن شدّاد [3]
[عمر بن عبد العزيز ينصف مظلوما]
قال: أقبل رجل من أهل اليمن عليه ثوبان قطريان [4] إلى عمر بن عبد العزيز، فلقي عمر وهو على بغل، فقال: [البسيط]
أمرت حرّان مظلوما ليأتيكم ... فقد أتاك بعيد الدار مظلوم
فلما سمعها عمر نزل عن بغلته، فقال: ما ظلامتك؟ فقال: أرض اغتصبها الوليد وسليمان ابنا عبد الملك، قال: ألك بذلك بيّنة؟ قال: نعم، فقال: يا غلام، أكتب له إلى صاحب اليمن أن يدعوه ببيّنته، فاذا أحضر بيّنته سلّم إليه أرضه، قال: فلما ولّى عنه، دعا به فقال: هل نقب [5] لك بعير أو [1] أبو جبيرة بن الحصين الأنصاري الأوسي، مذكور في الصحابة، وأبو جبيرة الضحاك ابن خليفة بن ثعلبة الأنصاري أخو ثابت بن الضحاك، ولد بعد الهجرة، قال بعضهم له صحبة، ولا ندري أيهما المقصود.
(أسد الغابة 4/398، 399، الاستيعاب 4/1619) . [2] عبد الله بن شداد بن أسامة بن عمرو الكناني الليثي: ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه وعن عمر وعلي، وروى عنه الشعبي واسماعيل بن محمد بن سعد وغيرهما.
(أسد الغابة 2/620- 621، الاستيعاب 3/926) .
[3] احتبى الرجل: جلس على إليتيه وضم فخذيه وساقيه إلى بطنه بذراعيه ليستند، ويقال:
احتبى بالثوب: إذا أداره على ساقيه وظهره وهو جالس على نحو ما سبق ليستند.
(المعجم الوسيط: حبا) . [4] ثوب قطري: قال أبو منصور: في أعراض البحرين على سيف الخط بين عمان والعقير، قرية يقال لها قطر، وأحسب الثياب القطرية تنسب إليها، والبرود القطرية حمر لها أعلام فيها بعض الخشونة. (ياقوت: قطر) . [5] نقب البعير: رقّت أخفافه وحفي.
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 114