اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 132
وقول الشريف الرضي -رحمه الله:
عشقت وما لي يعلم الله حاجةٌ ... سوى نظري والعاشقون ضروب1
وفيه أيضًا من معاني القرآن الكريم، إلّا أنها جاءت ضمنًا وتبعًا، وموضعها يأتي بعد الأبيات الشعرية.
وكذلك ذكرت فصلًا آخر من هذا الأسلوب وهو:
"إن للكلمة طعمًا يعرف مذاقه من بين الكلام، وخفَّة الأرواح معلومة من بين ثقل الأجسام، فلو لم نعرفه بطعمه، عرفناه بوسمه، والصباح لا يتمارى في إسفاره، ولا يفتقر إلى دليل على إشراق أنواره، وقد علم أن العرف يعرف بغصنه, وأن القول يعرف بلحنه، ونفائس هذه العقود لا يبرزها إلّا أنفاسه، فدررها لفظه, وسلوكها قرطاسه".
ومن هذا الباب قولي أيضًا، وهو:
"ألفاظ كخفق البنود، أو زأر الأسود، ومعانٍ تدل بإرهافها أنها هي السيوف, وأن قلوبًا نمتها هي العمود، فيخالها المتأمل حومة طعان، أو حَلْبَة رهان".
وبعض هذا مأخوذ من شعر البحتري:
يقظان ينتخب الكلام كأنه ... جيشٌ لديه يريد أن يُلْقَى به2
ومن ذلك ما ذكرته في فصل من كتاب إلى بعض الإخوان من أهل الكتابة كان اعتدى عليه شخص يدَّعي الكتابة وليس من أهلها، فقلت:
"وقد نيط بسيدنا قلَمَا الخطّ اللذان يُنْسَبُ أحدهما إلى المداد, ويُنْسَب الآخر إلى الصَّعَاد[3]، فهو يدير هذا في معركة المقال, وهذا في معركة الطراد، ولربما صهل
1 ديوان الشريف الرضي 1/ 417 طبعة الحلبي.
2 ديوان البحتري 2/ 93 من قصيدة يعاتب بها إسماعيل بن شهاب. [3] الصعاد: الرماح.
اسم الکتاب : المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - ت الحوفي المؤلف : ابن الأثير، ضياء الدين الجزء : 1 صفحة : 132