اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 204
قوله: "على قبر أهبان" فهذا اسم علم كزيد وعمرو، واشتقاقه من وهب يهب، وهمز الواو لانضمامها، كقوله عز وجل: {وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} [1] فهو" فعلت"، من الوقت. وقد مضى همز الواو إذا انضمت. وهو لاينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة، وكل شيء ينصرف فصرفه في الشعر جائز، لأن أصله كان الصرف، فلما احتيج إليه رد إلى أصله، فهذا قول البصريين. وزعم قوم أن كل شيء لاينصرف فصرفه في الشعر جائز، إلا" أفعل" الذي معه" منك"، نحو: أفضل منك، وأكرم منك. وزعم الخليل وعليه أصحابه أن هذا إذا كانت معه" منك" بمنزلة" أحمر" لأنه إنما كمل أن يكون نعتاٌ" منك"، وأحمر لا يحتاج إليها، مع" منك" بمنزلة" أحمر" وحده، قال: والدليل على أن" منك" ليست بمانعته من الصرف أنه زال عن بناء" أفعل" انصرف، نحو قولك: مررت بخير منك، وشر منك، فلو كانت" منك" هي المانعة لمنعت هنا، فهذا قول بين جداٌ.
وقوله: " المزجى"، فهو الضعيف: يقال: زجى فلان حاجتي: أي خف عليه تعجيلها، والمزجاة من البضائع: اليسيرة الخفيفة المحمل. والنفنف وجمعها النفانف: كل ما كان بين شيئين عالٍ ومنخفض، قال ذو الرمة: "في نفنف يتطوح. "2
وقوله: "ولا عبئاٌ على من يقاعد"، فالعبء: الثقل، يقال حمل عبئاٌ ثقيلاٌ، ووكده بقوله:" ثقيلاٌ"، ولو لم يقله لم يحتج إليه. [1] سورة المرسلات 11.
2 البيت بتمامة:
ترى قرطها في واضح الليت مشرفا ... على هالك في نفنف يتطوح
وانظر ديوانه 82.
لرجل يذكر ابنه
وقال آخر يذكر ابنه:
ألايا سمية شبي الوقودا ... لعل الليالي تؤدي يزيدا
اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 204