اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 202
وتخفف إذا كان قبلها ساكنٌ، فتطرح حركتها على الساكن وتحذف، كقولك: من أبوك? وقوله عز وجل: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [1].
وخلف الذي ذكره من بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي.
وقوله: "الخضر الجلاعيد" يقال: فيه قولان: أحدهما أنه يريد سواد جلودهم[2]، كما قال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهبٍ:
وأنا الأخضر من يعرفني ... أخضر الجلدة في بيت العرب
فهذا هو القول الأول. وقال آخرون: شبههم في جودهم بالبحور. وقوله: "الجلاعيد"، يريد الشداد الصلاب، واحدهم جلعدٌ، وزاد الياء للحاجة، وهذا جمعٌ يجيء كثيراً، وذلك أنه موضع تلزمه الكسرة، فتشبع فتصير ياءً، يقال في خاتم: خواتيم، وفي دانقٍ دوانيق، وفي طابق طوابيق قال الفرزدق في مثل هذا الجمع:
تنفي يداها الحصى في كل هاجرةٍ ... نفي الدراهيم تنقاد الصياريف3
وقوله: "قبل القذاف" يريد المقاذفة، وهذه تكون من اثنين فما فوقهما، نحو المقاتلة والمشاتمة، فباب "فاعلت" إنما هو للاثنين فصاعداً، نحو قاتلت وضاربت، وقد تكون الألف زائدة في فاعلت فتبنى للواحد، كما زيدت الهمزة أولاٌ في "أفعلت "فتكون للواحد، نحو عاقبت اللص، وعافاه الله، وطارقت نعلي.
وقوله: "وصاحب الغار"، يعني أبا بكر رحمه الله، لمصاحبته النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الغار، وهذا مشهور لايحتاج إلى تفسيره.
وطلحة بن عبيد الله نسبه إلى الجود لأنه كان من أجود قريش. وحدثني التوزي قال: كان يقال لطلحة بن عبيد الله: طلحة الطلحات، وطلحة الخير، وطلحة الجود. وذكر التوزي عن الأصمعي أنه باع ضيعةٌ له بخمسة عشر ألف [1] سورة النمل 25. [2] قال المرصفى: "وذلك أن العرب تسمى الأسود أخضر، والأخضر أسود، لما أن الخضرة إذا اشتدت تقارب السواد، والمراد من سود الجلمود لون السمرة لا السواد الحالك".
3 تنقاد الصياريف، أي تمييز الصياريف للدراهيم، لتخرج الزائف منها.
اسم الکتاب : الكامل في اللغة والأدب المؤلف : المبرد، محمد بن يزيد الجزء : 1 صفحة : 202