responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 77
أقول: وبعثت إليه هذه المقطوعة المخمّسة مشفوعة بهذه الفقرات متعذراً إليه من إبطاء كتابنا هذا عليه، والفقرات هذه: ما عقد الحمد خنصره، ولا فتح المجد بصره، على أنضر عود مكارم، وأزهر طلعة لشائم، من أبلج بسام العشية في الزمن البهيم، سيماء الشرف الوضّاح على قسمات وجهه الكريم، يسفر للجود عن محيّا أنور من بدر تم، يقرأ الوافد عنوان صحيفته هذا قبلة الكرم.

وجهٌ كأنَّ البدر شا ... طره الضياء أو النجوما
لو قابل الليل البهيم ... لمزَّق الليل البهيما
يجلو الهموم وربّ وجه ... إن بدا جلب الهموما
فبوركت طلعة ذلك الأغر، وحيّاه الله ما تعاقب الالبيضان الشمس والقمر، ماجدٌ ما اسودَّ ليل الظن لطامع، إلاّ ابيضّ من أشعّة وجهه بالقمر الطالع، وإنّي وإن أحكمت منّي يد الإخلاص عقد ودّه، وأحنت عليها أن تحلّ بيد هجرانه وصدّه، لمعتذر إليه من إبطائي عليه فلقد ساورني الدهر، بشواغل هي قيد الفكر، فأصبحت قليل الحظوه، ثقيل الخطوه، عاثراً بذيل التقصير، ناظراً منالخجل على البعد بطرف حسير، فبعثت العذر على لسان هذه الغادة الكعاب، التي ربّما وقف الحياء بها دون الباب، وعلمي بكرم أخلاقه، وشرف أعراقه، أن يعيرها سمع مسامح، وها هي الغادة:
إحدى الغواني إلى الزوراء ... جائتك تمشي على استحياء
جميلةٌ من بنات الفكر ... مكنونةٌ في حجاب الصدر
حيّتك تبدي جميل العذر ... فحيّ منها ألوف الخدر
يا ساكناً مثلها أحشائي
سيرتها في سماء الحمد ... زهرة مدح لبدر السعد
لمن أياديه جلت عندي ... قد خففت في ثقيل الرفد
عن كاهلي منة الأنواء
معشوقة أقبلت للوصل ... لسانها ناطق بالفصل
تغنيك عن غيرها في النقل ... غناء كفيك لي في المحل
حتّى عن الديمة الوطفاء
كم رقَّ ديباج نظمي وشيا ... وراق صوغي القوافي حليا
لجوهر زان نحر العليا ... ذاك الذي لم تلد لي الدنيا
نظيره من بني حوّاء
ذو طلعة وهي أُمُّ البشر ... من شامها قال بنت البدر
وراحة وهي أُخت البحر ... كم قلّدت للورى من نحر
بجوهر الرفد والنعماء
سماؤها لم تزل منهله ... بها رياض المنى مخضله
وغيرها ليس تشفي غلّه ... عن الندى لم تزل معتله
بالبخل لا أفرقت من داء
يا هل ترى مخلفاً للوعد ... من لم يجد غير بذل الجهد
إن كنتُ أبطأَت عمّا عندي ... فأنت يا مسرعاً بالصدّ
أعجل بالعتب من إبطائي
لا تشمتنّ هجرنا بالوصل ... ولا تسم عقدنا بالحلّ
فمثلك اليوم خلاًّ من لي ... ومن لك اليوم خلاًّ مثلي
ونحن كالماء والصهباء
أتت على النفس منها أغلا ... وأنت في العين منها أحلا
وأنت أولى بقلبي كلاّ ... ذاك الهوى لا تخله ملا
فمال عنه مع الأهواء
ومن الشعر الأجنبي الّذي اتّفق لي في غيرهم على هذا الروي، قولي مقرضاً على تخميس فارس أهل العصر، في ميدان النظم والنثر، عبد الباقي أفندي العمري، للقصيدة الهمزية المعروفة ب "البويصيريّة" والتقريض هذا:
نسيت في عرفانك الحكماء ... فقبيح أن تذكر الشعراء
أيُّ فضل لهم يبين وهل لل ... بدر نورٌ إذا استنارت ذكاء
جئت في النظم مبصر الفكر والدن ... يا جميعاً بصيرةٌ عمياء
فأزلت العمى بآيات نظم ... أذعنت طاعةً لها البلغاء
نشرت طيىء الفصاحة لكن ... طويت في انتشارها الفصحاء
حكم حلوة إلينا بيع عفواً ... سلسلتها رؤية سمحاء
يرشف السمع لفظها العذب راحاً ... لجميع العقول منها انتشاء
لو تلاها مردّداً لفظها المرء ... لما احتجن روحه الأعضاء
وكفى شاهداً بفضلك ما تر ... ويه عنك الهمزية الغرّاء
بنت فكر مجلوة في قواف ... لم تلد قطُّ مثلها الآراء
ألفاتٌ مثل الغصون تلتها ... لك من كلّ همزة ورقاء
لبست من جمان نظمك عقداً ... ما تحلّت بمثله عذراء
أين يابن الفاروق منك الذي ... أبدع في نظمها ولا إطراء
لو رأى ما أودعت فيها لأضحى ... وهو والنظم واصل والراء

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 77
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست