responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 76
فنفيته والنفي والإثبات لا ... يتواردان على محلّ واحد
وقوله أيضاً:
جمعت في طرف المحبّ الكرى ... والسهد في وصلك والبين
وليس يرضاه أخو فطنة ... لأنّه جمع نقيضين
وقوله أيضاً من التوجيه في الرياضي:
قلت له كسرت قلبي ويدي ... عندك ما قابلتها بنافله
فاجبر وقابل منعماً فقال ما ... قرأت علم الجبر والمقابله
وقوله أيضاً:
لا ترج تعريف الورى بصناعة ال ... تنصيف والتحذير والتضعيف
واجهد بجمع المال تضح معرَّفاً ... فالمال فيه آلة التعريف
وله أيضاً وهو من التوجيه في علم الهيئة:
كم قد شهدت الحرب مستلئماً ... سابغة تضمن وقع الحمام
كالفلك الأطلس في ذاته ... لا يقبل الخرق ولا الإلتئام
وله ايضاً فيه:
قلت هل تقسم لي ... جوهر لفظ أشتهيه
قال ثغري الجوهر الفر ... د ولا قسمة فيه
وله أيضاً وهو من التوجيه في علم المنطق:
إن رمت نسلاً فتزوّج غادةً ... أصغر سنّاً منك في التعمّر
فأوّل الأشكال لا ينتج ح ... تّى يدخل الأصغر تحت الأكبر
وله أيضاً وهو من التوجيه في علم الأُصول:
تقول أصلى نار حبّي به ... وظاهرٌ إنّك لا تصلّى
فهذه مسألة عندنا ... معارض ظاهرها الأُصلاّ
وله فيه أيضاً:
وجهك لمّا قد غدا ظاهرا ... مخبراً عن أصلك الطاهر
حقّقت من هذا الذي بان لي ... تطابق الأصل مع الظاهر
وله أيضاً قصيدة وهي تشتمل على عدّة توجيهات:
قلبي وطرفك منصوب ومكسور ... كلاهما مطلقٌ منّا ومأسور
ناديت دمع جفوني كي ترخمه ... يا مستغاثي حالي منك تحذير
حاكى فؤادي منك الوجه وافترقا ... فذاك نارٌ لتعذيبي وذا نور
قدّي وقدّك مخفوض ومنتصب ... والثغر والدمع منظوم ومنثور
بخفض قدري فيك الناس تعرفني ... وهكذاالحب تعريف وتنكير
قد أعرب الحب نحواً بيننا حسناً ... فالشعر والشعر مرفوع ومجرور
يا طرف من نهبت قلبي محاسنه ... ذكري كسيفك في الآفاق مشهور
ينجاب ذوالجهل عنّي حين يبصرني ... كأنّما أنا صبح وهو ديجور
لو رمت فخراً على المحبوب قلت له ... دمعي وثغرك ياقوتٌ وبلّور
استاف جونة عطّار بطلعته ... فخاله عنبرٌ والخدُّ كافور
أقام سوق الهوى خدٌّ له أبداً ... لحبّة القلب فيه اليوم تسعير
لا ترج منّي امتناعاً عن محبّته ... فطرفه قادر والقلب مقدور
لنا بمقلته النجلاء ذو شطب ... له على فلك المرّيخ تدوير
أبدى ضروب بديع طرفه فله ... في فتية العشق تصريع وتشطير
حمّت لواحظه معسول ريقته ... يا كوثراً منعتنا ورده الحور
تقول إن صدقتنا القول مقلته ... يا محرمي العشق إنّي كعبه زورور
قد أخلصت كيمياء الحب وجنته ... كأنّها للهوى العذريّ أكسير
لو لم يكن كيمياء ما تييسّر للأ ... نفاس والدمع تصعيدٌ وتقطير
يحيى بجعفر دمعي فيه فضل وفاً ... أنا الرشيد به والقلب مسرور
يا دمع مقلتي الكشاف أنت لِقر ... آن المحبّة تأويل وتفسير
وسمت بالدمع أشكالاً خلفت بها ... أقليدساً وهي في خدَّيَّ تحرير
لله مجلسنا والغصن يعطفه ... من نسمة الصبح تقديم وتأخير
والنهر جسم بثوب الزهر ملتحف ... والزهر برد من الريحان مزرور
فصل الربيع إذا ماالعش وافقه ... للقلب فيه وللأشجار تفطير
ولسماء التباسٌ بالرياض لما ... حكت كواكبها منها التصاوير
فالزهرة الورد والسعد الشقائق وال ... مجرة النهر والجوزاء منثور
تصرّفت بي أيّامي لتنقصني ... فما تغيّرت والتصريف تغيير
لا ينفع المرء تأديب يهذّبه ... إلاّ إذا عضد التدبير تقدير
أقول: وإنّما ذكرت هذه القصيدة بتمامها لما اشتملت عليه من أنواع التوجيه مع حسن السبك وحلاوة الألفاظ وحسن المطلع والمقطع يعرف ذلك بالذوق السليم.
رجعٌ إلى ذكر ما نظمته سابقاً فيه على روي هذا الباب.

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست