responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 56
وكتبت إليه بهذه المقطوعة في شهر جمادي الاُولى سنة 1287:
شهدت لنفسك أنّ الكمال ... أتى معها يوم ميلادها
كما شهدت لك أُمّ العلا ... بأنّك أكرم أولادها
رضعت النجابة في حجرها ... وضمّك أطهر أبرادها
فكفّك كعبة معروفها ... ووجهك قبلة قصّادها
تكاثر في جانبيك الضيوف ... نجوم السماء بأعدادها
تعلّلها وببرد الحديث ... تزيل حرارة أكبادها
فتمسي وبشرك عن مائها ... ينوب وخلقك عن زادها
فعال أخي كرم أرغمت ... مكارمه أنف حسّادها
وذهنك لولم يكن روضة ... لما أتحفتنا بأورادها
ترفّ بأنفاسك الطيّبات ... عليها حشاشة روّادها
لك الفائقات بنات القريض ... بإنشائها وبإنشادها
تودّ الكواعب منها يخط ... طراز الجمال بأجسادها
فلو بمذهبها قلّدت ... لزان مفضّض أجيادها
ولو بممسكها ضمّخت ... رمت بالغوالي لأضدادها
ولو لعواقدها سحرها ... لحلّت به عزم آسادها
فأجابني على الوزن والقافية، ولقد أجاد فيما قال:
أريحانة العزّ من هاشم ... وفهر وفلذة أكبادها
وبدر سماها عزّها المستنير ... وحائز عزمة آسادها
وبحر سماحتها المستفيض ... لوفّادها ولورّادها
لقد فقت في نثرك ابن الهلال ... أبا بدرها وابن عبّادها
وفي شعرك الحكمي الرضي ... أبا طيبها نور أورادها
وأبرزت من فكرك الحيدري ... عروساً عديمة أندادها
برائق فضلك جلببتها ... فها هي تزهو بأبرادها
وقلّدتها بالمعاني الرقاق ... فزنت عواطل أجيادها
وطوّقت نحري بها أنعماً ... يكلّ لساني بتعدادها
فلو أنّ نفسي غدت مهرها ... لأكمدت أنفس حسّادها
زهى ربع أنسى بإنشائها ... ونادى علاي بإنشادها
إذا نظرتها عيون الظريف ... تشاهد أسعد أعيادها
وأرسل إليّ قصيدة فريدة يطلب منّي تخميسها وهي تعريض بالإستجفاء وتلويح بالعتب عَلَيّ الإبطاء فخمستها وجريت في التخميس مجراه في الأصل لأُمور عتبت بها عليه ثمّ أرسلتها إليه وها هو الأصل والتخميس.

عجباً سمرت بذكر غير مسامري ... وسهرت فيمن ليس فيَّ بساهر
ولأجل أن يجتاز بين محاجري ... ناديت من سلب الكرى عن ناظري
وتجلّدي بقطيعة وفراقودعوت دونك يا صبا بحياته ... عتباً نسيمك كان خير رواته
فاستخجلي لي في شذا نفحاته ... من أخجل الغزلان في لفتاته
والشمس من خدّيه بالإشراقهبني أقول وما أسألت إقالةً ... يا تاركاً منّي الدموع مذالةً
أرأيت قبلك إذ هجرت ضلالةً ... من مال عنّي واستقلّ ملالةً
والدمع فيه النهل من آماقيفلو أنّ لي إذ كان هجرك حائحي ... قلباً سواك نبوت نبوة جامح
كن كيف شئت فما هواك ببارح ... أُمناي أنت القلب بين جوانحي
أُمناي أنت النور في أحداقييا من أقام على الجفاء وما ارعوى ... لا توقدنَّ مكان حبّك بالجوى
فعلى سواه فؤاد صبّك ما انطوى ... أُمناي حنَّ إليك من فرط الهوى
توقاً فؤاد متيّم مشتاقأيداً بغيرك ما شغفت بفاتن ... وعلى الوفاء أقمت منك لظاعن
ألهيتني عن أن أهيم بشادن ... وغدا الجوى ألفي وليس فداوني
غير الوصال لدائه من راقيرفقاً بصب في هواك معذّب ... لك في عوير حشاه أحسن ملعب
يدعوك دعوة خائف مترقّب ... هلاّ ترقّ لمدنف متجلبب
بردا العفاف رمية الأشواق
بالوصل خلتك قد برقت إثابةً ... فمطرتني هجراً وكنت سحابةً
أوما كفاك بأنْ أشفَّ كآبةً ... فحشاشتي ذابت عليك صبابةً
والعين ترعف بالدم المهراقأنا في هواك قطنت أولم تقطن ... كلف حسنت لديك أو لم أحسن
يا ثالث القمرين صل وتبيّن ... إن كنتَ فرداً في الجمال فإنّني
تالله فيك لواحد العشّاقوانظر لنفسك إن أردت تحوّلا ... أيليق غير حشاشتي من منزلا
أنت المنير السعد شمس ضحى الملا ... وأنا الأثيل المجد بدر سما العلى
فرع المكارم طيّب الأعراقمن دوحة في المجد طاب نماؤها ... لبني الزمان مظلّة أفيائها

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 56
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست