responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 54
قد حباني لكن بطيف خيال ... قبلةً في شفاهه وارتشافه
لم أكن أعرف السلافة لكن ... بلماه عرفت معنى السلافه
ومنه وهو من نوادره السائرة:
عيناه أخجلتا جأذر رامة ... بملاحة فتكت بنا والحورا
خدّاه في وسط الحشا قد أضرما ... ناراً وعمّا في البريّة نورا
ومنه وهو من بدايعة النادرة:
سباني ضبي أتلع الجيد أهيف ... طليق المحيّا بالملاحة منعوت
أليف صباً حلو الشمائل أحورٌ ... تعلّم من أجفانه السحر هاروت
فلم أستطع صبراً لمرّ فراقه ... وتالله لم يصبر بديمومة حوت
ومنه قوله وهو من نفائس أبكاره:
يا حبّذا ليلة بالخيف قد زهرت ... فيها النجوم وبدر التم قد سطعا
والماء يجري نميرا والرياض زهت ... ونسمة الليل هبّت والحبيب رعى
فلم تكن لحظة هاتيك من قصر ... حتّى بفرقتنا داعي الصباح دعا
ومن ذلك قوله وهو من عرائس خواطره الباهرة:
فما روضة من رياض الربيع فلت ... فلت أنمل القطر ريحانها
وما شطة الريح قد سرَّحت ... ذوائب آس بها زانها
ولا طفلة عضة إنْ ثنت ... معاطفها أخجلت بانها
إذا رمقت أو لوت جيدها ... فقد فضحت ثمه غزلانها
بألطف ممّن بهجرانه ... أبان عن النفس سلوانها
ومن ذلك قوله وأحسن فيه تضمين قوله بعضهم: وكلّما فعل المحبوب محبوب.

وأحور فاتر العينين كلّفني ... بالهجر والدمع من عيني مسكوب
كأنّه يوسف في حسن غرّته ... وإنّني في جليل الحزن يعقوب
جفا ولكنّني راض بجفوته ... وكلّما يفعل المحبوب محبوب
ومنه قوله وهو من نكاته البديعة:
إنّي أُحبّك لا لأنّك مخجل ... شمس الضحى وجهاً أغرّ وسيما
لكن جبلت على هواك طبيعةً ... فأصبت معدوم النظير كريما
ومن ذلك أيضاً وهو من الغريب:
ودّعت من أهوى فودّعني ... يوم الوداع حشاي والصبر
وتسعّرت كبدي لظىً فلذا ... من مقلتيّ تساقط الجمر
ومن ذلك قوله من قصيدة فريدة أنشأها في عرس سليل شقيقه المصطفى، الكوكب الدرّي، الحاج عبد الغني، أوّلها: قف بالديار فذاك موقفهاحيث الرياض يروق مألفها، فمنها:
يا جارتاه وللهوى شعبٌ ... غير المتيّم ليس يعرفها
أو تعجبين وأنت عالمة ... قدماً بأنّ القلب مدنفها
فلربعها الخالي تشوّقها ... ولريمها الحالي تشوّفها
ألوت لها ولهاً أعنتها ... فعن المنازل ليس تصرفها
لا أبتغي لدمي بها دية ... ملك الفؤاد عَلَيّ أهيفها
إن همت فيه هوىً فلا عجب ... بغداد مصر وهو يوسفها
يرنوا إليّ بمقلة شربت ... كأساً لديَّ يروق قرقفها
لعبت بها النشوات فاترةً ... فكأنّ من شفتيه يرشفها
وشقائق بهرت بوجنته ... لا عذر أو بالعين أقطفها
فكأنّه شمس يزاحمها ... من وفرة الأصداغ مسدفها
ومنه قوله وهو من سوائره الفريدة:
وقهوةِ طاب من أرواحها عبق ... فلذَّ مصطبح منها ومغتبق
كالشمس تعبث بالنادي أشعّتها ... إذ لاح من وجنة الساقي لها شفق
عنيت صهباء قد شيبت بريقته ... أو الّتي من دجى ظلمائها الغسق
من كفّ ساق ولكن من لواحظه ... وما أرقّ مداماً كاسها الحدق
أرخى على الأبلج القاني غدائره ... فالليل منسدل والصبح منفلق
يا جيرة الحيّ من نجران ما ذرفت ... عيناي إلاّ وشبّت في الحشا حرق
سقياً لدارك من دار أرقت لها ... وأين منّي لولا عهدها الأرق
ومن غرره في التأبين قوله في رثاء أبيه وهي من أوائل شعره:
ءأبيَّ كيف تذوق عيني لحظةً ... نوماً وكيف من المدامع تجمد
أم كيف قلبي لا يذوب ومهجتي ... كمداً بنار الحزن لا تتوقّد
وظعنت عن غضّ النسيم إلى البلا ... ياليت لو أنّي مكانك ألحد
وتركت من تحنو عليه رقّةً ... أسفاً يحنّ إلى لقاك وينشد
ياللرجال قضى فؤادي نحبه ... وجداً فهل فيكم لقلبي مسعد
ويحقّ لي أن لا أراني صابراً ... فالصبر لي من بعده لا يحمد

اسم الکتاب : العقد المفصل المؤلف : الحلي، حيدر    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست