responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 67
تدهور الحضارات القديمة، وتشتت القبائل، وانبعاث الهجرات من تلك الجهات، في العهد السابق للإسلام مباشرة، مرتبط على ما يظهر ارتباطا وثيقا بتغيرات المناخ، وذبذباته، وعودته إلى الجفاف النسبي بعد الحالة الممطرة[1].
ويلاحظ الدارسون أن هذه القدرة على هجرة الجماعات الرعوية، إنسانها وحيوانها، إلى مراع جديدة ميزة هامة تمتاز بها هذه الجماعات، ويلاحظون أن هذا يتم في سهولة ويسر، ما لم تكن في الأرض الجديدة جماعة أكبر عددا، وأشد بأسا من الجماعة المهاجرة[2]. ويرد بعضهم هذه السهولة وهذ اليسر إلى أن كمية المطر القليلة التي تسقط في الصحراء لا تساعد على نمو الغابات التي تقوم حاجزا في طريق الهجرات[3].
ومما يزيد من قسوة الحياة في أيام الجفاف اقترانها في الغالب بريح السموم، تلك الريح المهلكة[4] التي تشوى منها الصحراء كما يقول الشاعر القديم[5].
ويرجع السبب الأساسي في هذه الحالة القاسية التي تعانيها الصحراء إلى قلة الماء "فليس في البادية العربية أنهار دائمة الجريان، وإنما هي أودية تمتلئ بالماء في مواسم المطر، ويغيض ماؤها بعد ذلك"[6]، وموسم المطر في البادية

= الجزء الأول، مايو 1935" تحت عنوان:
changement historique du climat et du paysage de l'arabia du sud", P. 23.
[1] الباحث نفسه في تقريره عن بعثة الجامعة المصرية إلى اليمن وحضرموت 1936 المنشورة بالعربية بمجلة كلية الآداب "المجلد الرابع، الجزء الثاني، ديسمبر 1936" ص197.
[2] ميرز في مقالته عن "المناخ والجغرافيا وأثرهما في التاريخ" المنشورة في مجموعة "تاريخ العالم" لسير جون هامرتن، الفصل التاسع/ 357.
[3] semple; influences of geographic environment, P. 483.
[4] انظر القصة الواردة في الأغاني 11/ 42 "دار الكتب".
[5] البعيث الحنفي في حماسة أبي تمام بشرح التبريزي 4/ 150.. "وهاجرة يشوي مهاها سمومها".
[6] o'leary; arabia before muhammad, P. 6.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست