responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 40
فطلب الغنى عند عروة ليس هدفا في ذاته، ولكنه وسيلة للكرم وقضاء الحقوق والتشبه بالسادة.
وإلى جانب هذه القوة النفسية التي كان هؤلاء الصعاليك يمتازون بها كانوا يتمتعون أيضا بالشجاعة والجرأة وقوة الجسد.
وتفيض أخبارهم وأشعارهم بأحاديث هذه القوة، كما تتردد هذه الأحاديث في أخبار معاصريهم وفي شعرهم أيضا. يقول تأبط شرا مفتخرا بقوته:
وما ولدت أمي من القوم عاجزا ... ولا كان ريشي من ذنابي ولا لغب1
ويصرح الشنفرى -في اعتداد بنفسه- بأنه يقدم في شجاعة وجرأة حيث يقف الجبان هلعا جزوعا:
إذا خشعت نفس الجبان وخيمت ... فلي حيث يخشى أن يجاوز مخشف2
ويرسم عمرو بن معديكرب الفارس المشهور صورة للسليك بن السلكة يصفه فيها بأنه "كالليث يلحظ قائما"، وبأنه:
له هامة ما تأكل البيض أمها ... وأشباح عادي طويل الرواجب3
ويرسم أبو كبير الهذلي في أبياته اللامية التي رواها أبو تمام في حماسته[4] صورة قوية لتأبط شرا، يصور فيها قوته وصلابته وخفته، وسرعة عدوه، وجرأة قلبه، وشدة مراسه، ومضاء عزيمته، وكيف أعدته الطبيعة منذ طفولته المبكرة، بل من قبل طفولته، ليكون قويا يستطيع أن ينهض بالعبء الذي

1 لسان العرب، مادة "لغب" - الذنابي: ذنب الطائر أو منبت الذنب. واللغب: الريش الفاسد.
2 الأغاني 21/ 141، وفي ديوانه/ 39 "وآب إذا أجرى الجبان وظنه" ولا معنى له - خيم: أقام حيث هو فلم يبرح، أو جبن ونكص. والمخشف: الجريء على هول الليل، وهو هنا صفة للقلب.
3 ابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 216، 217 - أم كل شيء، أصله وعماده، وأم الرأس: الدماغ أو الجلدة الرقيقة التي عليها. والبيضة: خوذة الحديد. وعادى: كأنه من قوم عاد. والرواجب: مفاصل الأصابع.
[4] انظر ج1 ص82-89.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست