responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 35
وفيم الخشية من الموت؟ إن كل حي ملاقيه، سواء من خاطر بنفسه ومن أحجم، بل إن الموت قد يصيب المتخلف في أهله وينجو منه المغامر المخاطر:
أرى أم حسان الغداة تلومني ... تخوفني الأعداء والنفس أخوف
لعل الذي خوفتنا من أمامنا ... يصادفه في أهله المتخلف1
ومهما يمد الله في عمر الإنسان فالموت في انتظاره مشرعة أسنته:
وإني، وإن عمرت، أعلم أنني ... سألقى سنان الموت يبرق أصلعا2
فالموت نهاية كل حي، لن ينجو منه أحد مهما يحط نفسه بأبواب قوية وحراس أشداء:
لو كنت في ريمان تحرس بابه ... أراجيل أحبوش وأغضف آلف
إذن لأتتني حيث كنت منيتي ... يخب بها هاد بأمري قائف3
وهي ميتة واحدة يلقاها الإنسان ثم لا تتكرر:
دعيني وقولي بعد ما شئت، إنني ... سيُغْدَى بنعشي مرة فأغيب4
ثم ما الذي يغري الصعلوك على التمسك بالحياة والحرص عليها؟ إن إحدا لا يرغب في حياته، وإن أحدا لن يبكي عليه بعد موته. إنه يعيش وحيدا، ويموت وحيدا:
إذا ما أتتني ميتتي لم أبالها ... ولم تذر خالاتي الدموع وعمتي5
وصعاليك هذه الطائفة جميعا ذوو عزيمة قوية صادقة، لا يثنيهم شيء

1 عروة أيضا: ديوانه/ 91.
2 تأبط شرا: الأغاني 18/ 217.
3 أبو الطحان القيني: الأغاني 11/ 132 "بولاق" - ريمان: حصن باليمن، وأراجيل: جمع راجل، وأحبوش: الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة. والأغضف: الكلب المسترخي الأذن. والآلف: المستأنس بمن يحرسهم، من الإلف.
4 الشنفرى: الأغاني 18/ 216، وديوانه/ 32.
5 الشنفرى أيضا: الأغاني 21/ 139، المفضليات/ 206.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست