اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 330
من شك في أن دعوة عروة هذه قد لقيت إعجابا من هذا المجتمع ظلت أصداؤه مدوية حتى بعد ظهور الإسلام في البلاط الأموي نفسه، حتى لنسمع معاوية يقول "لو كان لعروة بن الورد ولد لأحببت أن أتزوج إليهم"[1]، وحتى ليستأذن بعض الناس عليه ويقول لآذنه: استأذن لي على أمير المؤمنين وقل ابن مانع الضيم، فيقول معاوية: ويحك لا يكون هذا إلا ابن عروة بن الورد العبسي أو الحصين بن الحمام المري[2]، وحتى ليقول عبد الملك: من زعم أن حاتما أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد[3].
وأخص ما يتميز به أسلوب عروة في شعره أنه "أسلوب شعبي"، فهو سهل اللفظ بالقياس إلى شعر سائر الصعاليك، واضح المعنى، قريب التعبير، لا تكلف فيه ولا تصنع. وقد يكون هذا طبيعيا بعد أن قررنا أن عروة كان يقوم في حركة الصعلكة بالداعية المذهبي أو الزعيم الشعبي الذي يحرص على استمالة الجماهير إليه.
ولعل عروة أكثر الشعراء الصعاليك استخداما لتلك المقدمات النسائية التي اصطلحنا على تسميتها "مقدمات الفروسية في شعر الصعاليك". وهذا أيضا طبيعي فإن أخبار عروة مع نسائه السبايا تدل على احترام متغلغل في نفسه للمرأة، ورواة الأدب العربي يصفونه بأنه كان لا يمس النساء[4]. [1] الأغاني 3/ 73. [2] الأغاني 12/ 123 "بولاق". [3] الأغاني 3/ 74. [4] الأغاني 3/ 75.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 330