اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 318
في أول القصيدة أو المقطوعة فتتحول إلى "فعلن"، وهو ما يسميه العروضيون "الخرم". وذلك مثل قول حاجز:
إن تذكروا يوم القرى فإنه ... بواء بأيام كثير عديدها1
وقول أبي الطمحان:
لو كنت في ريمان تحرس بابه ... أراجيل أحبوش وأغضف آلف2
وقول الشنفرى:
لا تقبروني إن قبري محرم ... عليكم ولكن أبشري أم عامر3
وهي ظاهرة منتشرة أيضا في شعر الصعاليك انتشارها في سائر الشعر الجاهلي.
ولكن هناك ظاهرة عروضية تلفت النظر في شعر الصعاليك وتستحق التسجيل، وهي انتشار الرجز قبيل مصارعهم، ولعل السبب في هذا سهولة هذا الوزن، واتفاقه مع حركات القتال. وقد لقي كثير من الصعاليك مصارعهم في أثناء قتالهم مع أعدائهم، وسقطوا في أثناء هذا القتال شهداء الفكرة التي عاشوا من أجلها.
وحين ننظر في شعر الصعاليك الذي قالوه قبيل مصارعهم نجد أن كثيرا منه كان رجزا. فقيس بن الحدادية يقاتل أعداءه وهو يرتجز حتى يُقتل[4]، والشنفرى في ساعته الأخيرة حين يضرب أعداؤه يده فيقطعونها يرثيها رجزا[5]، وصخر الغي حين يحيط به أعداؤه في ساعته الأخيرة يرتجز حاثا أصحابه على الثبات معه وعدم الفرار حتى لتبلغ أراجيزه في الفترة الحرجة من حياته خمسا[6].
1 الأغاني 12/ 51 "بولاق" - البواء: السواء والكفء، من باء دمه بدمه إذا عدله.
2 الأغاني 11 / 132 "بولاق".
3 الأغاني 21/ 136. [4] الأغاني 13/ 8 "بولاق". [5] الأغاني 21/ 143. وشرح ابن الأنباري على المفضليات / 199. [6] شرح أشعار الهذليين 1/ 31-33.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 318