اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 254
أما الهجاء فقد صبه مرة على عاصم بن عمر بن الخطاب، كما رأينا؛ لأنه "نزل به فلم يقره شيئا، ولم يبعث إليه ولا إلى أصحابه بشيء وقد عرفوه مكانهم"، وهو يعلن له في بعض هجائه أنه لولا فضل أبيه لقلده خزيا وعارا:
فلولا يد الفاروق قلدت عاصما ... مطوقة يخزى بها في المواسم1
وصبه مرة ثانية على رجل من سليم أودع عنده ناقة وخرج في سفر فلما عاد وطلبها منه ذكر السلمي أنها سرقت[2].
وصبه مرة ثالثة على عبد الله بن مطيع وإلى عبد الله بن الزبير على الكوفة بعد أن طرده عنها المختار الثقفي[3]، وعلى عبد الله بن الزبير نفسه في قصيدة ينسبها بعض الرواة إليه، وينسبها بعضهم إلى ابنه عبد الله[4].
وصبه مرة رابعة على رجل من الكوفة تزوج امرأة فسأل في صداقها[5]، وهي مسألة مشينة وبخاصة في نفس صعلوك لم يرض أن يتخذ من السؤال وسيلة للعيش في يوم من الأيام.
وقد روى بيتان لأبي الطمحان يمدح بهما يزيد بن عبد الملك وكان قد انتجعه:
يكاد الغمام الغر يرعد أن رأى ... محيا ابن مروان وينهل بارقه
يظل فتيت المسلك في رونق الضحى ... تسيل به أصداغه ومفارقه6
أما الرثاء فقد اختص به أبو خراش، شأنه في ذلك شأن سائر الشعراء الهذليين الذين عرفوا بمقدرتهم الرثائية الفائقة. والطريف أن أبا خراش في الإسلام يرثي أصدقاءه في الجاهلية، وبين أيدينا من شعره الإسلامي أربع قطع يرثي بها صديقين من أصدقاء الجاهلية: أخاه أو ابن عمه زهير بن
1 المصدر نفسه/ 177. [2] المصدر نفسه/ 172، 173. [3] المصدر نفسه/ 172. [4] المصدر نفسه/171، 173. [5] المصدر السابق/ 172.
6 ابن عبد ربه: العقد الفريد 6/ 37، 38.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 254