اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 164
الأساسية أيضا لشعر الصعاليك. ويرجع ذلك إلى أن هذا الشعر -لكثرة ما يرد فيه من أسماء الأماكن في الجزيرة العربية- يعد مادة صالحة يستشهد بها هؤلاء الجغرافيون في دراستهم. وقيمة هذه المجموعة من المصادر -إلى جانب ما تقدمه لنا من هذا الشعر- ترجع إلى أنها تعيننا على ضبط نصوصه، وتصحيح روايته، بما تقدمه لنا من ضبط لألفاظ الأماكن التي ترد فيه، والتي قد تكون واردة في المصارد الأخرى محرفة أو مصحفة[1].
فإذا ما تركنا هاتين المجموعتين اللتين تعنيان بشعر الصعاليك من حيث هو وسيلة لأغراضهما اللغوية والجغرافية، نصل إلى مجموعة تُعنى بهذا الشعر من حيث هو غاية فنية تقصد لذاتها، وهي مجموعة المختارات من شعر الشعراء، وعلى رأس هذه المجموعة نضع المفضليات للضبي، لا لكثرة ما فيها من شعر الصعاليك، فليس فيها منه سوى قصيدتين: إحداهما قافية تأبط شرا[2]، والأخرى تائية الشنفرى[3]، ولكن لأنها روت هاتين القصيدتين كاملتين، مما أتاح لنا فرصة الوقوف أمام نصين كاملين من ديوان الصعاليك. هذا إلى جانب أن ابن الأنباري في شرحه عليها قدم لنا مجموعة أخرى من شعر الصعاليك، لم ترو في المصادر الأخرى[4].
ومن الطبيعي أن نذكر مع المفضليات الأصمعيات؛ لأنها بمثابة التكملة لها، أو الجزء الثاني منها، وقد قدمت لنا أيضا قطعتين من ديوان الصعاليك، [1] انظر على سبيل المثال ما ورد في لسان العرب، مادة "مرج"، للسليك:
وأذعر كلابا يقود كلابه ... ومرجة لما أقتبسها بمقنب
فإننا حين نمضي إلى المجموعة الجغرافية لا نجد "مرجة" بالجيم، وإنما هي "مرخة" بالخاء وهي "بلد باليمن ومن نواحيه واد كثير النخل" "ياقوت: معجم البلدان 8/ 19"، فإذا أضفنا إلى هذا ما قررناه في التفسير الجغرافي لظاهرة الصعلكة من أن السليك قد تخصص في الإغارة على اليمن، وأن حركات الصعاليك كانت تتجه إلى المناطق الخصبة، تأكد لنا أن صحة هذا الاسم بالخاء، وأن موضعه في لسان العرب يجب أن يكون في "مرخ" لا في "مرج". [2] من ص1-20. [3] من ص194-207. [4] انظر بيتي الشنفرى الداليين في ص197، وأبياته الثلاثة الدالية أيضا في ص198، وقد نقلها الميمني عنه في ديوانه الذي نشره في الطرائف الأدبية "ص34، 35".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 164