responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 130
لبعضهم فيها شهرة عظيمة وصيت بعيد"[1]، وكذلك من الطبيعي أن تقوم بمنطقة مكة تلك المجموعة من الأسواق التي ذكرناها نظرا لأنها كانت أكبر مراكز التجارة في الجزيرة العربية، ونظرا لكثرة وفود العرب التي كانت تهوي إليها في مواسم الحج، وقد كان النعمان يبعث كل عام إلى سوق عكاظ بلطيمة "تباع"، وتُشترى له بثمنها الأدم والحرير والوكاء والحذاء والبرود من العصب والوشي والمسير والعدني"[2].
ونستطيع أن نقرر، ونحن مطمئنون، أنه على طول الطرق التجارية كانت تقوم الأسواق، وأن هذه الأسوق كانت تكبر حول مراكز التجارة الأساسية.
ونستطيع أن نقسم هذه الأسواق إلى مجموعتين: فهناك أسواق تقع في بلاد فيها هيئة حاكمة ذات قوة تنفيذية، ترد الظالم عن ظلمه، وتأخذ لصاحب الحق حقه من غاصبه، أو -كما كان يسميها القدماء- "أرض مملكة وأمر محكم"، وهذه لم يكن التجار فيها يحتاجون إلى خفارة؛ لأن القوة التنفيذية فيها كانت تقوم بهذه المهمة، نظير عشور يحصلونها من التجار، كسوق عدن[3]، وهناك أسواق تقع في مناطق بدوية لا حكم فيها إلا للقوة الفوضوية، أو -كما كان يقول القدماء- "من عز فيها بز"، وهذه كان التجار يحتاجون فيها إلى خفارة، كسوق الرابية بحضرموت[4]. وكان سادة بعض هذه المناطق ينصبون أنفسهم حكاما على أسواقها، "ويسيرون فيها بسيرة الملوك"، فيأخذون من التجار فيها العشور، كما كان يفعل بعض بني تميم في سوق المشقر بهجر، وكما كان يفعل الجلندي وآل الجلندي في سوق صحار وفي سوق دَبى[5].

[1] إسرائيل ولفنسون: تاريخ اليهود في بلاد العرب/ 18.
[2] الأغاني 19/ 75.
[3] ابن حبيب: المحبر/ 266، وتاريخ اليعقوبي 1/ 314.
[4] المصدان السابقان: ابن حبيب/ 267، واليعقوبي 1/ 314.
[5] المصدران السابقان: ابن حبيب/ 265، 266، واليعقوبي 1/ 314.
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست