اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 110
نظرة احترام، فقد كانت كل أمة عندهم تدعى فرتنى أو ترنى[1]، وكانت طبقة العاهرات تتألف عادة من الإماء أو ممن أعتق منهن[2]، ولم يكن العربي يعرف لهؤلاء الإماء "مساواة في الحقوق ولا مساواة في المعاملة"[3].
ويبدو أن المسألة لم تكن أكثر من نزوة جنسية، فقد كان أبغض ما يبغضه العربي أن تلد أمته منه[4]، ومن هنا كانوا يستعبدون أولاد إمائهم[5]، ويرفضون الاعتراف بهم إلا إذا أبدوا نجابة ممتازة، فإنهم حينئذ يلحقونهم بنسبهم[6].
وكان أسوأ هؤلاء الهجناء حظا، وأوضعهم منزلة اجتماعية، أولاد الإماء السود الذين سرى إليهم السواد من أمهاتهم، فقد كانوا سبة يعير بهم آباؤهم[7]. ومرد ذلك من غير شك إلى ظاهرة اللون، فقد كان العرب يبغضون اللون الأسود بقدر ما يحبون اللون الأبيض، وقد وصفوا كل شيء ممدوح عندهم ماديا كان أو معنويا بالبياض[8]، وكان مما يمدح به الرجل أو يفتخر به أنه أبيض9، [1] نقائض جرير والفرزدق 1/ 41 و63 و64، وشرح السكري على أشعار الهذليين 1/ 46 و235. ومن معاني هاتين الكلمتين "البغي، المرأة الزانية" "انظر مادتي "ترن" و"فرتن" في المعجمات اللغوية". [2] smith kinship and marriage in early arabia, pp. 168-169. [3] lammens; le berceau de l'islam, vol. l, p. 277.
4 "إنا قوم نبغض أن تلد فينا الإماء" "الأغاني 20/ 165". [5] انظر: الأغاني 8/ 237، 239، وابن قتيبة: الشعر والشعراء/ 130، والبغدادي: خزانة الأدب 1/ 62. [6] الأغاني 8/ 237، وانظر المثل على هذا في إلحاق عنترة بابيه في المصدر نفسه/ 237، 239 وفي الشعر والشعراء/ 130، 131. [7] كان لعمرو بن شأس "امرأة من قومه وابن من أمة سوداء يقال له عرار فكانت تعيره إياه" "شرح التبريزي على حماسة أبي تمام 1/ 149".
8 "إذا قالت العرب فلان أبيض، وفلانة بيضاء فالمعنى نقاء العرض من الدنس والعيوب، وإذا قالوا فلان أبيض الوجه، فلانه بيضاء الوجه، أرادوا نقاء اللون من الكلف والسواد الشائن" "لسان العرب: مادة "بيض".
9 "بيض الوجوه على العدو ثقال" "الفرزدق في نقائض جرير والفرزدق 1/ 287"، "من كل أبيض يستضاء بوجهه" "جرير في نقائض جرير والفرزدق 1/ 301"، "بيض الوجوه مصانع لسن" "قيس بن عاصم المنقري في شرح التبريزي على حماسة أبي تمام 4/ 68".
اسم الکتاب : الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي المؤلف : يوسف خليف الجزء : 1 صفحة : 110