responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر والشعراء المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 497
وقد لبست لبس الهلوك ثيابها ... تراءى لك الدّنيا بكفّ ومعصم [1]
وتومض أحيانا بعين مريضة ... وتبسم عن مثل الجمان المنظّم
فأعرضت عنها مشمئزّا كأنّما ... سقتك مدوفا من سمام وعلقم [2]
وقد كنت من أجبالها فى ممنّع ... ومن بحرها فى مزبد الموج مفعم [3]
وما زلت توّاقا إلى كلّ غاية ... بلغت بها أعلى البناء المقدّم
فلمّا أتاك الملك عفوا ولم يكن ... لطالب دنيا بعده من تكلّم
تركت الذى يفنى وإن كان مونقا ... وآثرت ما يبقى برأى مصمّم
وأضررت بالفانى وثمّرت للّذى ... أمامك فى يوم من الشّرّ مظلم
سما لك همّ فى الفؤاد مؤرّق ... بلغت به أعلى المعالى بسلّم
فما بين شرق الأرض والغرب كلّها ... مناد ينادى من فصيح وأعجم
يقول: أمير المؤمنين ظلمتنى ... بأخذ لدينار ولا أخذ درهم
ولا بسط كفّ لامرئ غير مجرم ... ولا السّفك منه ظالما ملء محجم
ولو يستطيع المسلمون تقسّموا ... لك الشّطر من أعمارهم غير ندّم
فأربح بها من صفقة لمبايع ... وأعظم بها أعظم بها ثمّ أعظم
فأقبل علىّ ثم قال: يا كثيّر، إنّك تساءل عما قلت.
ثم تقدّم الأحوص فاستأذنه فى الإنشاد، فقال: قل ولا تقل إلا حقّا، فأنشده:
وما الشّعر إلا خطبة من مؤلّف ... لمنطق حقّ أو لمنطق باطل
فلا تقبلن إلّا الذى وافق الرّضا ... ولا ترجعنّا كالنّساء الأرامل

[1] الهلوك من النساء: الفاجرة الشبقة المتساقطة على الرجال.
[2] المدوف: المخلوط فى الماء، يقال «داف الطيب أو الدواء» أى بله بماء أو بغيره وخلطه به. السمام، بكسر السين: جمع سم.
[3] الأجبال، الجبال، كلاهما جمع جبل.
اسم الکتاب : الشعر والشعراء المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 497
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست