495* وكان معمّرا، ونادم المنذر أبا النعمان بن المنذر، وفى ذلك يقول:
تذكّرت والذّكرى تهيج على الفتى ... ومن حاجة المحزون أن يتذكّرا
نداماى عند المنذر بن محرّق ... أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
496* ويقال إنه كان أقدم من النابغة الذّبيانىّ، لأنّ الذّبيانىّ نادم النعمان وهذا نادم أباه [1] . ونسب المنذر إلى محرّق وهو جدّه.
497* وعمّر حتى ورد على ابن الزّبير وروى له الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا والنّبيّون فرّاط لقاصفين» [2] وحتى نازع الأخطل الشعر، فغلبه الأخطل، فهو من مغلّبى مضر [3] . ومات بإصبهان وهو ابن مائتين وعشرين سنة [4] . [1] قال هذا أيضا الجمحى وأبو حاتم وغيرهما. [2] الفراط: المتقدمون، جمع فارط. القاصفون: المزدحمون، قال ابن الأثير: «هم الذين يزدحمون حتى يقصف بعضهم بعضا، من القصف، الكسر والدفع الشديد لفرط الزحام، يريد أنهم يتقدمون الأمم إلى الجنة وهم على إثرهم بدارا متدافعين ومزدحمين» . وفى الحديث قصة، خرجه الحافظ فى الإصابة من طرق وهو فى مجمع الزوائد 10: 25. [3] قال الجمحى: «وإذا قالت العرب مغلبا فهو مغلوب، وإذا قالوا غلب فهو غالب.
وغلبت عليه ليلى الأخيلية وأوس بن مغراء القريعى، وغلب عليه من لم يكن إليه ولا قريبا منه، عقال بن خالد العقيلى، وكان مفحما، بكلام لا بشعر. وهجاه سوار بن أوفى القشيرى وفاخره، وهجاه الأخطل بأخرة» وسوار بن أوفى سيأتى 441 أنه زوج ليلى الأخيلية. [4] فى ب د هـ «مائة وعشرين سنة» وفى س ف «عشرين ومائة سنة» . وكلها خطأ، صوابه ما أثبتنا، لأن كلام ابن قتيبة منقول فى الأغانى والاستيعاب والإصابة والخزانة، وكلهم نقل عنه أن الجعدى عاش «مائتين وعشرين سنة» فأثبتنا الصواب الذى نقله العلماء عنه وفى الروض الأنف: «عاش مائتين وأربعين سنة أكثرها فى الجاهلية» قال صاحب الأغانى بعد أن نقل كلام ابن قتيبة: «وما ذاك بمنكر، لأنه قال لعمر رضى الله عنه أنه أفنى ثلاثة قرون كل قرن ستون سنة، فهذه مائة وثمانون. ثم عمّر بعده فمكث بعد قتل عمر خلافة عثمان وعلى ومعاوية ويزيد، وقدم على عبد الله بن الزبير بمكة وقد دعا لنفسه، فاستماحه ومدحه، وبين عبد الله بن الزبير وبين عمر نحو مما ذكر ابن قتيبة. بل لا أشك أنه قد بلغ هذه السن» .