responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشعر والشعراء المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 118
عشر فتى من ملوكهم، فأمر بهم فقتلوا بمكان بين الحيرة والكوفة، يقال له جفر الأملاك [1] ، وكان امرؤ القيس يومئذ معهم، فهرب حتى لجأ إلى سعد بن الضّباب الإيادىّ، سيّد إياد، فأجاره.
160* وكان ابن الكلبّى يذكر أن أمّ سعد كانت عند حجر أبى امرئ القيس، فتزوّجها الضّباب فولدت سعدا على فراشه، واستشهد على ذلك قول امرئ القيس [2] :
يفكّهنا سعد وينعم بالنا ... ويغدو علينا بالجفان وبالجزر
ونعرف فيه من أبيه شمائلا ... ومن خاله ومن يزيد ومن حجر
وهذا الشعر يدلّ على أن العرب كانت فى الجاهلية ترى الولد للفراش [3] .
161* ثم تحوّل إلى جبلى طيىء [4] ، فنزل على قوم، منهم عامر بن جوين الطائىّ، فقالت له ابنته: إن الرجل مأكول فكله، فأتى عامر أجأ وصاح: ألا إنّ عامر بن جوين غدر، فلم يجبه الصّدى، ثم صاح: ألا إن عامر بن جوين وفى، فأجابه الصدى، فقال: ما أحسن هذه وما أقبح تلك! ثم خرج امرؤ القيس من عنده، فشيّعه، فرأت ابنته ساقيه وهو مدبر، وكانتا حمشتين [5] ، فقالت: ما رأيت كاليوم ساقى واف، فقال: هما ساقا غادر أقبح.
ويقال: إن صاحب هذا القول أبو حنبل بن مرّ مجير الجراد.
ويقال: إن ابنته لمّا أشارت عليه بأخذ ماله دعا بجذعة من غنم، فحلبها فى قدح ثم شرب فروى، ثم استلقى وقال: والله لا أغدر ما أجزأتنى جذعة، ثم

[1] أصل «الجفر» البئر الواسعة القعر لم تطو، أى لم تبن. وجفر الأملاك: فى أرض الحيرة، سمى بذلك لقتل هؤلاء الفتيان عنده. وانظر ياقوت 4: 127- 128.
[2] من قصيدة فى الديوان 83- 86.
[3] هذا استنباط بعيد، لا يدل عليه الشعر الذى استنبط منه.
[4] هما أجأ وسلمى.
[5] حمشتين: أى: دقيقتين.
اسم الکتاب : الشعر والشعراء المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست