responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 290
وليس بمأمون زماني على اللقا ... وهل يؤخذن يوماً على الدهر موثق
أحن إلى لقياهم متلهفاً ... إذا ما سميري النجم لاح واقلق
وإن ذرّ قرن الشمس أوهمت إنها ... تبلغني عنهم سلاماً وتنطق
فأني أرى فيها علامات حسنهم ... وفي كل حسن ذكر ما القلب يعشق
أعلل قلباً بالأماني هائماً ... ولم يبق فيه للتمني مصدق
يطير اشتياقاً بي إليهم وإنني ... أسير هوى فيهم ببيني موثق
ويخفق من ذكر أسمهم فكأنما ... يخيل لي أن مضجعي منه يخفق
وأسكب دمعاً كان يجري بقربهم ... فكيف وباب الوصل دوني مغلق
متى يجمع الله المحبين ساعة ... وحجب النوى بعد الوصال تمزق
ورب بعاد كان منه دوام ما ... يؤمل من قرب الأحبّة شيّق
فلله أسرار يعزّ بيانها ... وللدهر أطوار تسوء وتونق
وقال

أمودّعي والدمع كاد يحولُ ... ما بيننا ولظى الغرام تهول
كيف التصبّر بعد بعدك موحشا ... وبقيت لا أرب ولا مأمول
قد كان يشجيني غيابك ساعةً ... وأخال أن قد عزّ منك قفول
والآن غبت على حسابي صبابتي ... دهراً فليل المبتلين طويل
إن تنسَني أذكرْك أو إن تشجني ... أشكرك لست الدَّهر عنك أحول
يا ليت طيفك في الكرى يعتادني ... أو كان يغفى الطرف حين أليل
فلزوره منه أحبُّ إليّ من ... لذّات وصلٍ من سواك يطول
أذهلت في حُبّيك عن ألم النوى ... ولقد يريح العاشقين ذهول
إنسانُ عيني أنت جَيرٍ ومهجة ... للقلب ما لهما لديّ بديل
لو في رضاك بذلتُ كل جوارحي ... كنتُ الضنينَ وما بذلتُ قليل
ألقاك في كل الجمال مصوَّراً ... فيطول فيه مني التأميل
وإذا سمعتُ بمفرد في حسنه ... أيقنت في هذا لك التأويل
وأبيت أسال عنك سيّار الدجى ... لو كان ينفع سائلاً مسئول
يا فاتني بدلاله لم يبق لي ... في العيش بعدك بَتَّةً تعليل
ما كان غيرك مالئاً طرفي ولا ... أعتقد الضمير بأن سواك جميل
وإذا الورى شغلتهم دنياهم ... فأنا الذي بك دائماً مشغول
فيك الدليل على توحدّ مبدعٍ ... إن عزَّ عند الفلسفيّ دليل
أرسلتُ دمعي مع كتابي عالماً ... إن لا ينوب عن الحبيب رسول
يا عاذلين على الهوى لا تعذلوا ... فبلائي هذا أصله التعجيل
سبق الفؤادُ الطرف مني في الهوى ... فهويت فيه فعاذلي معذول
أسفاً على وقت الوصال فيا تُرى ... للبين يغدو مثله تأجيل
لولا ادّكار نعيمه لقضيت من ... مجد فكم بالوجد طُلَّ قتيل
ساعُ التعانق ليس يُنسي ذكرها ... وخطورَها بالبال قطّ حؤول
ولربَّ يوم مسرَّة يغنيك عن ... عمر بأكدار البعاد يطول
فَلا فطمنّ النفس عن لذَّاتها ... وليشجني بعد الغناء عويل
يا منكراً لحقيقة الغول اعتقدْ ... إنَّ النوى هي في الحقيقة غول
من لم يذُقْ ألم الفراق فما له ... يوماً إلى عتب الزمان سبيل
فلكل رزءٍ غيره سلوى لذي ... رشد وطبُّ بالعزاء كفيل
يا لوعة الشوق أسكني في مهجتي ... ما فاتني مَّمن أحبّ وصول
خفقَان قلبي من سكونك دائم ... ولعلّ عن كثبٍ بلاي يزول
هذا ما انتهى إلينا من أخبار الفارياق. مما أقضي الآن إيداعه بطون الأوراق. فمن شاء أن يدعو له أو عليه فجزاؤه يوم تلتفت الساق بالساق. ويقال إلى ربك يومئذ المساق. فأمّا من دعا له يعود زواجه هذه المرّة وفي الحياة أرماق. فإني أضمن له إن يدعوه إلى مأدبة حولها وفيها كل ما شاق وراق. مما ذكر في هذا الكتاب بالانتساق على سرر وأطباق.

ذنب للكتاب
ينتظم به لآلئ أغلاط الرؤوس العظام الأساتيذ الكرام مدرّسي اللغات العربية في مدارس باريس

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست