responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 289
يتيح لي الزمان لقاءكم ... ويكف كف البين عن إيذائي
شرقتم فأنا بغُصَّة غربتي ... في الغرب ذو شرق وذو أشجاء
يا من يرق لذي جراحٍ مدنفٍ ... أنا ذو الجراح ملازم الأدواء
فصفن لي ما أنت واصفه لمن ... أشفى وكن فطناً إلى الأشقاء
لا يغررنَّك ما ترى من بزَّتي ... تحت القشيب طهامل الأعضاء
أنا والذي يحيي ويفنى لست في ... الهلكي أعدّ ولا مع الأحياء
أنا أن سلت عني الأحبة لم أكن ... أسلوهم في البؤس والضراء
إني على ما بي أرقّ لعاشق ... مثلي وأن هو كان من أعدائي
ما البعد يخمد نار شوقي إنما ... بُعد الغزالة علة الإحماء
ما أن يحل حشاشتي من بعدهم ... حب وليس يحلّ نسخ وفائي
حال الورى طُرّأ تحول وحالتي ... هي ما ترى في غدوتي ومسائي
الدمع موقوف على جريانه ... والعين مُعفاة من الإغفاء
وأرى الذي مثلي بكى من فرقة ... مع من مناه بعده ببكاء
عجباً لدهري لم يزل بي مُبْصراً ... وضناي وأراني عن الرقباء
عجباً لدمعي مدنفي استحمامه ... والناس يشفيهم حميم الماء
عجباً لعمري كيف طال من النوى ... والأرض ضاقت عن مدار رجائي
عجباً لليل الناس يسرع صبحه ... وصباح ليلي دائم الإبطاء
تبنى الرجاء خواطري فيه على ... اسّ المحال فبئس آسّ بناء
ويخيّل الشوق المقيم بأضلعي ... لي أنني مغف وهم ضجعائي
حتى إذا أصبحت بأنت إنها ... لي لم تكن إلاّ حبال هباء
يا أهل ودي ليس من داء لكم ... عدوى فعودوا وائمنوا من دائي
سقمي من الطرف السقيم ومنحلي ... الخصر النحيل عداكم أعدائي
ما أن أكلفكم سوى ذكر أسم من ... أهوى فحسبي ذاك عن أسماء
لو كان يجدي الفال كنت اليوم من ... أحظى الأنام وأسعد السعداء
إذ كل غاد باسمهم متفوّه ... أم ذاك وسواس الهوى الغواء
أم بعض ماذا الوجد يوجد أنه ... يُلهي بمعدوم من الأشياء
يا ليت قلب الناس لي أو جدَّهم ... إن عزّ طعن فالتزم عزاء
أوليت أحبائي بما بي قد دروا ... فيسارعوا شفقا إلى أنجائي
حاشاهم إن يهجروا كلفاً بهم ... يكفيه. ما يلقي من الإقصاء
ومع النوى يرى النوى سهلاً كما ... أن الدنوّ مع الجفوّ تناء
لهفي على زمن تولى وانقضى ... معه السرور لديهم وهنائي
فلأي بث بعدها ورزيئة ... أبقتني الأيام شرّ بقاء
كيف التصبر للفراق وما ترى ... عيني شبيههم من الأرناء
إن أشك لم أجد امرأ لي مشاكياً ... وشماتة المشكين شرّ بلاء
وإذا سكت توهم السلوان بي الرّأي ... وذلك دون فعل الرائي
يا ليت شعري ما أمال أحبتي ... عني من التحذير والإغراء
بخلوا عليَّ بنفحة من فيهم ... تأتي الصبا نحوي بها لشفائي
أن أستمر حديد قلبهم على ... نار الهوى بي لم يلن لدعائي
لعلهم وجدوا علي ملامة ... فأرتهم الحسنى من الأسواء
هبني أسأت فها أنا مستغفر ... والعفو مأمول من الكرماء
بُرْئي عليهم هين وهو الرضى ... سيّان فيه من دنا والنائي
إن لم يصرح فيه قول فلينب ... إضمار ذكر عنه فهو كفائي
أني بحسن القصد منكم قانع ... ولئن يكن قد فاتني إرضائي
وقال في المعنى

أتاني كتاب من خليل منمق ... على كل حرف منه حسن ورونق
تنشَّيْتُ وجدا إذ تنشَّيت عرفه ... ولم لا ومنه عاطر الورد يعبق
فيا حبذا ذاك العبير وحبذا ... نسيم به نحوي التباشيري يسبق
إلى الله أشكو ما لقيت من النوى ... وحرّ جوى كادت به النفس تزهق
أقمت وأحبابي ابروا وأبحروا ... على غير ما أهوى وشملي مفرّق
فما زلت مذ بانوا حليف صبابة ... إذ حان سبح كدت بالدمع أغرق
ففي قلبي المأسور أدّخر الهوى ... ومن طرفي المسجور دمعي أنفق
كئيب نحيل وأجد متشوف ... غريب عليل فاقد متشوق
ولست بذي صبر فيؤمل أجره ... ولست بذي سلوى إليه موفق

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 289
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست