responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 169
ويترسمها ويتذكرها. ويتمثلها ويتدبرها. ويمتحنها ويتوقمها. ويتصورها ويفلّيها ويطفّلها. وإنما ضربت لك المثل بالكتب لأني أراك مبتلى بالمطالعة وعندي أمثال كثيرة غير ما ذكرت. وبعد فإن في الرجل محاسن كثيرة ذاتية ليست في المرأة. منها فردسة صدره والزَّبب عليه. وارتفاع كتفيه وسعة صدره وشطط قوامه وشبح ذراعيه وكثرة العضل فيها وعظم يديه وكونه قوياً شديداً جلدبا زخزبا شصلبا شنزبا عرزبا عصلبا كنثبا قسباقزبا قعنبا هقبقبا إصليتا صفتيتا مصتيتا صنتيتا قنعاتا علنكدا قسودا أزبر جحاشرا ذيمريا سبطرا قبعنرا عبهرا عشنزرا قوعسا صثمُلاّ عَنَبلا جرهاما بهمة حسميا شظيما عجرما عرزما عرضما عردمانا عشرَّما فسحما شرنبثا قاهيا قنعاسا مجلجلا ذا جهارة وجشة. فهذه كلها نعدّها نحن النساء محاسن في الرجل. وفيه محاسن أخرى اعتبارية وهي صعوده المنبر مثلاً خاطباً. وركوبه الجواد وتقلده السلاح. وما أحسن الرجل إذا مشى وسيفه يمسّ الأرض. ثم قالت لو كنت أعرف القراءة والكتابة لألّفت على الرجال والنساء أكثر مما ألّف في جميع العلوم ذلك الشيخ الذي ذكرت لي اسمه سابقا وقد نسيته لكونه ميتاً. قلت هو الإمام السيوطي رحمه الله. قالت نعم أكثر من السيوطي ومن جميع السوطيين. قلت ومن السوطيين أيضاً. قالت ولكن الذنب على من غادرني بغير تعليم. لان العرب يزعمون أن علم القراءة مفسدة للنساء. وإن المرأة أول ما تستطيع ضم حرف إلى آخر تجعل منهما كتابا إلى عاشقها. مع أنها لو خليت وطبعها كان لها من حيائها وحشمتها عاضل أشدّ من الأب والزوج. بخلاف ما إذا حُظرت وحُجرت فإنها لا تنفك تحاول التملص والتغطي مما حُصرت فيه. فمثلها كمثل الماء كلما زاد انبعاثاً وجرياناً زاد صفاء وانسياغاً. أو كمثل السائر المسرع فإنه كلما زاد إسراعاً زاد حسّه ببرودة الهواء اكثر. قال فقلت في نفسي والله لقد أحسنوا لو أنها تعلمت القراءة والكتابة لما بقي في شعري بيت إلا وشطّرته وخمسته على غير ما قصدت. اللهم انقل معارفها إلى معارفها إلى ما يفيد واكفني شرّ المزيد.

اسم الکتاب : الساق على الساق في ما هو الفارياق المؤلف : الشدياق    الجزء : 1  صفحة : 169
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست