responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 263
لا لنتائج التركيبات. وكذلك خاصّ الخاصّ لا اسم له إلا أن تجعل الإشارة المقرونة باللفظ اسماً.
وإنما تقع الأسماء على العلوم المقصورة، ولعمري إنها لتُحيط بها وتشتمل. فأما العلوم المبسوطة فإنها تبلغ مبالغ الحاجات ثم تنتهي.
فإذا زعمت أن الله تبارك وتعالى علم آدم الأسماء كلها بمعانيها، فإنما تعني نهاية المصلحة لا غير ذلك. هذا وآدم هو الشجرة وأنت ثمرة، وهو سماويٌّ وأنت أرضيّ، وهو الأصل وأنت الفرع، والأصل أحقُّ بالقوة والفرع أولى بالضَّعف.
فلست أسألك أن تمسك إلا ريثما تسكن إليك نفسك، ويرتدُّ إليك ذهنك، وحتى توازن بين شفاء الغيظ والانتفاع بثواب العفو، وترى الحلم وما يجلب من السلامة وطيب الأحدوثة، وترى تضرُّم الغضب وما يفضي لأهله من فضل القوة.
على أن العقل إذا تخلَّص من سُكر الغضب أصابه ما يُصيب المخمور إذا خرج من سكر شرابه، والنهزم إذا عاد إلى أهله، والمبرسم إذا أفاق من برسامه.
وما أشك أن العقل حين يُطلق من إساره كالمقيَّد حين يفكُّ من قيوده؛ يمشي كالنزَّيف، ويحجل كالغراب. فإذا وجب عليك أن تحذر على عقلك مُخامَرة داء الغضب بعد تخلُّصه، وأن تتعمَّده بالعلاج بعد مباينته له وتخلُّصه

اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 263
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست