responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 256
مع كثرة ما عنده، وحتى صيّرني حبُّه لموتي إلى حبِّ موته، وتأميل مالي إلى تأميل فقره؛ وحتى شغلتني عمن كان يشغل عدوي عني.
وسواءٌ أعبت على ألا يكون لي ولدٌ قبل أن يكون، أو عبت على ألا يكون بعد أن كان. وإنما يعذب الله على النيّة والقصد، وعلى التوخي والعمد.
وكما أنه سواء أن تحتال في ألا يكون لي مالٌ قبل أن أملكه. أو احتلت في ألا يكون بعد أن ملكته.
وكنت لا أدري ما كان وجه حبك لإعناتي، والتشييد بذكر تراثي، والتنويه باسمي، ولا لم زهدتني في طلب الولد، ورغّبتني في سيرة الرهبان.
فإذا أنت لم ترفع ذكري في الأغنياء إلا لتعرض ذنبي للفقراء، ولم تكثر مالي إلا لتقوِّي العلة في قتلي، فيالها مكيدة ما أبعد غورها، ويالها حفرةً ما أبعد قعرها. لقد جمع هذا التدبير لطافة الشخص ودقة المسلك، وبُعد الغاية.
والله لو دبّرها الإسكندر على دارا بن دارا، أو استخرجها المهلَّب على سفيان بن الأبرد، وفتحت على هرثمة في مكيدة خازم بن خزيمة، ولو دبَّرها لقيم بن لقمان على لقمان بن عاد، ولو أراغها قيس بن زهير على حصن بن حذيقة، ولو توجهت لكهَّان بني أسد على دُهاة قريش لقد كان ذلك

اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست