responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 255
جُعلت فداك، إن النفوس لا تجود لمولى الكلالة بما تجود به لأولاد الأصلاب وما مسَّ تلك الأصلاب؛ لأن الرحم الماسَّة والقرابة الملتصقة، واللُّحمة الملتحمة، وإن أمَّلت التركة ونازعت إلى المورِّث، فمعها ما يأطرها ويثنيها، ويحزنها ويبكيها، ويحرِّك دمها ويستغرز دمعها. وقد يشفع للولد إلى أبيه حالٌ أبية كانت من أبيه.
وابن العم الذي ليس بالبعيد فيحُتَّك من جسده، وليس بالقريب المحنوّ على رحمه، وسببه الجاذب له إلى تمِّي مماتي أمتن من سببه إلى تمنِّي بقائي، وهو إلى الحال الموجبة للقسوة والغلظة أقرب منه إلى الحال الموجبة للرقة والعطف. وليس ينصرك إذا نصرك ولا يحامي عليك لقرابته منك، ولكن لعلمه بأنه متى خذلك حلَّ به ضعفك، واجترأ بعد ضعفك عليه عدوُّه. فهو يريد بنصره من لا يجب عليه شكره، ويقوي ضعف غيره بدفع الضعف عن نفسه.
جُعلت فداك. ما كان عليك من بُنيِّ صغير يكون لي، ولا سيما ولست عندك ممن يدرك كسبه أو تبلغ نصرته، أو يعاين بره أو يؤمل إمتناعه.
وما كان عليك مع كبر سني وضعف ركني، أن يكون لي ريحانةً أشمُّها وثمرةً أضمُّها، وأن أجد إلى الأماني به سبباً، وإلى التلهي سلما، وأن تكثر لي من جنس سرور الحالم، وبقدر مايمتَّع به راجيالسَّراب اللامع، حتَّى حببت قصر عمري إلى وليِّي، وشوقته إلى ابن عمِّي؛ وحتى ذدت فيما عنده

اسم الکتاب : الرسائل المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست