responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 233
وهل عرفوا الجمّازات لأسفارهم ومنتزهاتهم؟! وهل عرف فلّاحوهم الثّمار المطعّمة، وغراس النخل على الكردات المسطّرة؟.
وأين كانوا عن استخراج فوه العصفر؟ وأين كانوا عن تغليق الدّور والمدن، وإقامة ميل الحيطان والسّواري المائلة الرؤوس، الرفيعة السّموك المركّبة بعضها على بعض؟! وأين كانوا عن مراكب البحر في ممارسة العدو الذي في البحر، إن طارت البوارج أدركتها، وإن أكرهتها فاتتها بعد أن كان القوم أسرى في بلاد الهند، يتحكّمون عليهم ويتلعّبون بهم؟
وأين كانوا عن الرّمي بالنيران؟! نعم، وكانوا يتّخذون الأحصار وينفقون عليها الأموال، رجالهم دسم العمائم، وسخة القلانس، وكان الرّجل منهم إذا مرّ بالعطار، أو جلس إليه، فأراد كرامته دهن رأسه ولحيته، لا يحتشم من ذلك الكبير، وكان أهل البيت إذا طبخوا اللّحم غرفوا للجار والجارة غرفة غرفة.

اسم الکتاب : الرسائل الأدبية المؤلف : الجاحظ    الجزء : 1  صفحة : 233
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست