responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 91
فَإِنِّي لَهُ كَارِه، فلقيتُه فأخبرتهُ ذَلِك، فتنفس الصُّعَداء وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
يَا من بَدَائِع حَسَن صورته ... تَثْني إِلَيْهِ أعِنّهُ الحدقِ
لي مِنْك مَا للنَّاس كلهم ... نَظَرٌ وَتَسْلِيم عَلَى الطرقِ
لكِنهمْ سعدوا بأمنهمُ ... وشقيتُ حِين أَرَاك بالفَرَقِ
قَالَ: ثمَّ صرخَ صرخة وشخص بَصَره نَحْو السَّمَاء، وَسقط فحرّكته فَإِذا هُوَ ميت.

لَوْ أَمر اللَّه الْعباد بالجزع
حَدَّثَنَا الْحَسَن بْن أَحْمَد الْكَلْبِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن زَكَرِيَّا، قَالَ: حَدَّثَنِي مهديُّ بْن سَابق، قَالَ: قَالَ يحيى بْن خَالِد: لَوْ أَمر اللَّه تَعَالَى الْعباد بالجزع دون الصَّبْر لَكَانَ قَدْ كلّفهم أَشد الْمَعْنيين عَلَى الْقُلُوب، وَقَالَ الشَّاعِر:
بَكَى جزعًا لفُقْدَانِ الحَبيب ... وأسْبَل دَمْع مَلْهُوفٍ كَئيبِ
وَكَانَ الصبرُ أجملَ لَوْ تَعَزَّى ... وأشْفَى للصُّدُور من النحيبِ
فَلَو جعل الْإِلَه الْحُزْن فرضا ... لَكَانَ الصَّبْرُ من جِلِّ الخطوبِ
لَكَانَ الحزنُ فِيهِ غَيْر شَكِّ ... أشدَّ الْمَعْنيين عَلَى الْقُلوبِ

الْأمين يتوجع لإصابة خادمه كوثر
حَدَّثَنَا الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن القَاسِم بْن خَلاد، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَر، قَامَ كوثر خَادِم الْأمين ليرى الْحَرْب، فأصابتْه رجمةٌ فِي وَجهه فَجَلَسَ يبكي فوجّهُ مُحَمَّدٌ من جَاءَ بِهِ، وَجعل يمسح الدمع عَنْ وَجهه، ثُمّ قَالَ:
ضَرَبُوا قُرَّةَ عَيْني ... ولأجلي ضَرَبُوه
أَخَذَ اللَّه لِقَلْبي ... من أناسٍ أَحْرَقُوه
فَأَرَادَ زِيَادَة فِي الأبيات، فَقَالَ للفضل بْن الرّبيع: من هَاهُنَا من الشُّعَرَاء؟ فَقَالَ: السَّاعَة رَأَيْت عَبْد اللَّه بْن أيّوب التَّيْميّ. فَقَالَ: عَلَيَّ بِهِ، فَلَمّا دَخَلَ أنْشدهُ الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ: قل عَلَيْهِمَا، فَقَالَ:
مَا لِمَن أهْوَى شَبيه ... فِيهِ الدُّنْيَا تَتيه
وَصْلُهُ حُلْو وَلَكِن ... هَجْرُهُ مُرٌّ كريه
من رأى النَّاس لَهُ الفض ... ل عَلَيْهِمْ حَسَدُوه
مثل مَا قَدْ حسد القا ... ئم بالملكِ أَخُوه
فَقَالَ: قَدْ أَحْسَنت، هَذَا وَالله خيرٌ ممّا أردْت، بحياتي عَلَيْكَ يَا عباسيّ إِلَّا نظرت فَإِن كَانَ جَاءَ عَلَى الظّهْر مَلَأت أحمال ظَهره دَرَاهِم، وَإِن كَانَ جَاءَ فِي زورق ملأته لَهُ، فأوقر

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست