responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 90
إِبْرَاهِيم بْن القَاسِم بْن زُرْزُر الْمُغنِي، وَكَانَ إِذْ ذَاك أَمْرَد حَسَن الْوَجْه، وَكَانَ فِي السَّمَاء غيم ينجاب مرّة ويتصل أُخْرَى، فانجاب الغيمُ عَنِ الْقَمَر فانبسط فَقَالَ عليّ بْن الْعَبَّاس، وَأَقْبل عَلَى إِبْرَاهِيم:
لَمْ يَطْلُعِ البَدْرُ إِلَّا من تَشوُّقِهِ ... إِلَيْك حَتَّى يُوَفِّي وَجْهَكَ النّظَرَا
وَلم يتمم الْبَيْت حَتَّى استتر الْقَمَر، فَقَالَ:
وَلَا تغيَّبَ إِلَّا عِنْدَ خَجْلَتِهِ ... لمّا رآك تولّى عَنْكَ فاسْتَتَرَا

المعتز وَيُونُس بْن بغا
حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى الصولي، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن يحيى بْن أَبِي عَبّاد، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد بْن عَبْد الْملك، قَالَ: شرب المعتز وَيُونُس بْن بغا بن يَدَيْهِ يسْقِيه والجلساء والمغنون حُضور قَدْ أعدَّ الْخِلَع والجوائز، إِذْ دَخَلَ بُغا فَقَالَ: يَا سَيِّدي! وَالِدَة عَبدك يُونُس فِي الْمَوْت وَهِي تحب أَن ترَاهُ، فَأذن لَهُ فَخرج، وفَتَر المعتز لبُعْده ونَعِس، فَقَامَ الْجُلساءُ وتفرَّق المغنون إِلَى أَن صليت الْمغرب وَعَاد المعتز إِلَى مَجْلِسه، وَدخل يُونُس وَبَين يَدَيْهِ الشموع فَلَمَّا رَآهُ المعتز دَعَا برطل فشربه وَسَقَى يُونُس رطلا، وغنى المغنون وَعَاد الْمجْلس أحسن مَا كَانَ، فَقَالَ المعتز:
تغيب فَلَا أفرح ... فليتك لَا تبرحْ
فَإِن جِئْت عَذَّبْتَنِي ... فَإنَّك لَا تسمحْ
فأصْبحتُ مَا بَين دَيْ ... ن ولي كبد تُجْرح
عَلَى ذَاك يَا سيِّدي ... دُنُوُّكَ لِي أَصْلَحْ
ثُمَّ قَالَ: غنوا فِيهِ فَجعلُوا يفكرون، وَقَالَ المعتز لِابْنِ القصّار الطُّنبوري: وَيلك ألحان الطنبور أَمْلَح وأخف فغنِّ لَنَا، فغنى فِيهِ لحنًا، فَقَالَ: دَنَانِير الخريطة، وَهِي مائَة دِينَار فِيهَا مِائَتَان مَكْتُوب عَلَى كلّ دِينَار مِنْهَا ضرب هَذَا الدِّينَار الحَسَنِيُّ لخريطة أَمِير الْمُؤمنِينَ، ثُمَّ دَعَا بِالْخلْعِ والجوائز لسَائِر النّاس، فَكَانَ ذَلِكَ الْمجْلس من أحسن الْمجَالِس.

وناسكٌ يقتلُه الوَجْد
حَدَّثَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن النصير بْن القَاسِم الخَوّاص، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاس بْن مَسْرُوق، قَالَ: حَدَّثَنِي فضل اليزيدي، عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن الْمهْدي عَنْ عُمَر الْهِلَالِي، قَالَ: شهدتُ أَبَا يحيى التَّيْميّ، يَقُولُ: كَانَ يخْتَلف مَعَنَا رَجُل من النُّسَّاكِ يُقَالُ لَهُ أَبُو الْحَسَن إِلَى مِسْعر بْن كِدَام، وَكَانَ يخْتَلف مَعَه فَتًى حَسَن الْوَجْه يفتن النّاس إِذَا رَأَوْهُ، فَأكْثر الناسُ القَوْل فِيهِ وَفِي صحبته إِيَّاه، فَمَنعه أَهله أَن يَصْحَبهُ وَأَن يكلمهُ، فذُهِل عقله حَتَّى خُشِيَ عَلَيْهِ التّلف، فَبلغ ذَلِكَ مسعرًا، فَقَالَ: قُولُوا لَهُ: أَلا يقربَني وَلَا يَأْتِي مجلسي،

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست