responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 86
مسْعدَة الْأَخْفَش، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو محظورة الْوراق، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَالك الراوية قَالَ: سَمِعت الفرزدق يَقُولُ: أبق غلامان لرجل من بني نهشل يُقَالُ لَهُ الْخضر. فَحَدثني الْخضر قَالَ: خرجت أبغيهما وقصدت نَاحيَة الْيَمَامَة على نَاقَة لي عَيْساء كوماء، قَالَ: ابْن الأنبَاريّ: العَيْساء: الْبَيْضَاء، والكوماء: الْعَظِيمَة السنام - فَنَشَأَتْ سَحَابَة فَرعدَت وَبَرقَتْ وحلت عَزَالِيهَا، فملت إِلَى بعض ديار بني حنيفَة وقصدت دَارا وَطلبت الْقرى، فَقيل لي: ادخل فأنخت نَاقَتي ودخلتُ وَجَلَست تَحت ظلة من جريد - قَالَ ابْن الأنبَاريّ: الجريد مَا جُرد من النّخل - وَفِي الدَّار جُوَيْرية سُويداء فدخَلَتْ جاريةٌ كَأَنَّهَا سبيكة فضَّة، وَكَأن عينيها كوكبان، فَقَالَ: لمن هَذِهِ النَّاقة؟ قَالَت السويداء: لضيفكم هَذَا، فَسلمت عليّ وَقَالَت: مِمَّن الرَّجُل؟ قلت: من بني حَنْظَلَة، قَالَت: من أَيهمْ؟ قَالَت: من بني دارم، قَالَ: من أَيهمْ؟ قلت من بني نهشل، قَالَ: وَأَنت من الَّذِي يَقُولُ فيهم الفرزدق:
إِن الَّذِي سمك السَّمَاء بنى لَنَا ... بَيْتا دعائمه أعزُّ وأطولُ
بَيْتا بناه لنا المليكُ وَمَا بنى ... ملك السَّمَاء فَإِنَّهُ لَا يُنقلُ
بَيْتا زُرَارةُ محتبٍ بِفِنَائهِ ... ومُجَاشِعٌ وَأَبُو الفوارس نهشلُ
فَأَعْجَبَنِي ذَلِكَ من قَوْلهَا: فَقَالَت: إِلَّا أنَّ ابْن الخَطَفي نقض عَلَيْهِ، فَقَالَ:
أخزى الَّذِي سَمَكَ السَّمَاءَ مُجَاشعًا ... وَبنى بناءَك بالحضيضِ الْأَسْفَل
بَيْتا يُحَمِّم قَيْنُكُم بِغِنَائِهِ ... دَنِسًا مقاعدُه خَبِيث الْمدْخل
فخجلت وَاسْتَحْيَيْت، ثُمَّ قلت لَهَا: أيم أَنْت أم ذاتُ بَعْل؟ فَقَالَت:
إِذَا رَقد النِّيامُ فَإِن عَمْرًا ... تُؤَرِّقُهُ الهمومُ إِلَى الصباحِ
تقطِّع قلبه الذكرى وقلبي ... فَما هُوَ بالخَلِيِّ وَلَا بصاحِ
سقى اللَّه اليمامةَ دارَ قومٍ ... بهَا عَمْرو تَحِنُّ إِلَى الرواحِ
فَقلت لَهَا: من عَمْرو هَذَا؟ فَقَالَت:
سألتَ وَلَو علمتَ كففتَ عنهُ ... وَمن لَك بِالْجَوَابِ سوى الخبيرِ
فَإِن تَكُ سَائِلًا عَنْهُ فعمرو ... مَعَ الْقَمَر المضيء المستنيرِ
ثُمَّ قَالَتْ: أَيْنَ تَؤُمّ؟ قلتُ: الْيَمَامَة، فتنفّست الصُّعداء، ثُمّ قَالَتْ:
تُذَكِّرُني بلادًا حَلّ أَهلِي ... بهَا أَهْلُ المودَّة والكرامة
أَلا فسقي الْإِلَه أجشَّ صوبٍ ... يسح بدرهِ بلد اليمامه
وحيّ بالسّلام أَبَا نُجيدٍ ... وأهلٍ للتحية والسّلامة

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 86
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست