responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 632
عَابس بن مَالك، وَكَانَ أخوهُ عبيد الله فاتكًا، فنذرَ أَن يقتل بِهِ مائَة، فَقتل ثَمانين وختمهم بَمصعب، وَأَنْشَأَ يَقُول:
يَرى مصعبٌ أَنِّي تناسيتُ نابيًا ... وَبئسَ لعمرُ الله مَا ظنَّ مصعبُ
قتلتُ بِهِ من حيِّ فهر بن مَالك ... ثَمانين مِنْهُم ناشئونَ وشيَّب
وكفِّي لَهُم رهنٌ بِعشْرين أَو يُرَى ... عليَّ مَعَ الإصباح نوحٌ مسلَّب
أَأَرْفعُ سَيفي وَسْطَ بكرِ بن وائلٍ ... وَلم أرْوِ سَيفي من دمٍ يتصبّبُ
فوَاللَّه لَا أنساهُ مَا ذرَّ شارقٌ ... وَمَا لَاحَ فِي داجٍ من اللَّيْل كوكبُ
وثبْتُ عَلَيْهِ ظالِمًا فَقتلته ... فقصرك مِنْهُ يومُ شرٍّ عَصَبْصَبُ
وَجَاء بِالرَّأْسِ إِلَى عبد الْملك فهمَّ عبد الْملك سَاجِدا فَأَرَادَ أَن يقْتله ثُمَّ قَالَ:
هَمَمْتُ وَلم أفعل وكدتُ وليتني ... فعلتُ فَكَانَ المعولاتِ أقاربُه
ثُمَّ خافَ عبد الْملك فلحق بعمان، فجَاء إِلَى سُلَيْمَان بن سعيد بن جَعْفَر بن ... قَالَ: ... مَكَانَهُ وتذمَّم أَن يقْتله، فدسَّ إِلَيْهِ نصف بطيخة قد سمَّها وَقَالَ: هَذَا أوَّل مَا رأيناهُ من البّطيخ، فلمَّا أكلهَا أحسَّ بِالْمَوْتِ، وَدخل إِلَيْهِ سُلَيْمَان يعودهُ فَقَالَ: ادنُ منّي أيُّها الْأَمِير أُسِرُّ إليكَ شَيْئا فَقَالَ: قل مَا بدا لَك فَلَيْسَ فِي الْبَيْت غَيْرِي وَغَيْرك، فَمَاتَ هُنَاكَ.

التَّسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ مثل نَوْح وكرم
قَالَ القَاضِي: قَول عبد الله أخي نابي " مَعَ الإصباح نوحٌ مسلَّب " أَرَادَ النِّسَاء، وَقَالَ: " نوح " وَفِيهِ وَجْهَان: أَحدهمَا أَنَّهُ وصفهما بالنياحة فَقَالَ: نوحٌ، وسمَّاهنَّ بِالْمَصْدَرِ مثل زَوْر وَفطر وَصَوْم، وَهَذَا بَاب مَشْهُور وَاسع، وَمِنْه قَول الشَّاعِر:
لقد زَاد الحياةَ إليَّ حبَّاً ... بَنَاتِي إنّهنَّ من الضّعافِ
مخافةَ أَن يَذُقْنَ الْبُؤسَ بعدِي ... وَأَن يشربنَ رَنْقًا بعد صافِ
وَأَن يُعْرينَ إِذْ كُسِيَ الْجَوَارِي ... فتنبو العينُ عَن كرمٍ عجافِ
فسمَّاهنَّ بِالْمَصْدَرِ، وَمن قَالَ هَذَا قَالَ " كرم " فِي الْوَاحِد والواحدة والاثنين والاثنتين، فَلم يثنّ وَلم يَجمع ولَم يُؤنّث، وَمن أَتَى فِيهِ بِالِاسْمِ ذكَّر وأنَّث وثنَّى وَجمع، وَمثله خَصْم وخصمان وخصوم وخصماء وخصمات عِنْد قصد الِاسْم، وخصمٌ فِي التَّذْكِير والتأنيث والتثنية وَالْجمع على مَذْهَب الْمصدر، قَالَ الله تَعَالَى " " وَهل أتيك نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تسوَّروا الْمِحْرَابَ " ص:29 وَقَالَ: " هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي ربِّهم " الْحَج: 19 قيل نزلت فِي الْمُؤمنِينَ وَالْمُشْرِكين، وَقيل نزلت فِي المتبارزين يَوْم بدر، ويُقال فلانةُ خصمُ فلَان، وَبَنُو فلَان خصم فلَان وخصومه، على مَا ذكرنَا من مذهبي الْعَرَب فِيهِ: وَقَالَ " خصمان " أَرَادَ فريقين وحزبين، وَقَالَ " اخْتَصَمُوا " لِأَن تَحت كلِّ فريق جمَاعَة، قَالَ الله

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 632
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست