responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 282
وَمِنْهَا ذكرتك إِذْ مرت بِنَا أمُّ شادنٍ ... أَمَام المطايا تشرَئبُّ وتسْنَح
من المؤلفات الرملَ أدْمَاءُ حرةٌ ... شُعاعُ الضُّحى فِي مَتْنِها يتوضحُ
رأتنا كأنا عامِدُون لصيدها ... ضُحى فَهِيَ تَدْنُو تَارَة وتزحزحُ
هِيَ الشِّبْهُ أعطافًا وجيدًا ومُقلةً ... ومَيَّةُ أبْهى بَعْدُ مِنْهَا وأملحُ
وَهَذِه من أحسن الحائيات الَّتِي أَتَتْ عَلَى هَذَا الروي، ونظيرها كلمة ابْن مُقْبِل الَّتِي أَولهَا:
هَل الْقلب عَنْ أسْماءَ سالٍ فَمُسْمِحُ ... وزاجِرُهُ عَنْهَا الخيالُ الْمُبَرَّحُ
وَقَول جرير:
صَحَا القلبُ عَنْ سَلْمى وَقَدْ بَرِحَت بِهِ ... وَمَا كَانَ يَلْقَى من تُمَاضِرَ أبرحُ
وذُكِر فِي خبر ذِي الرمة بِهَذَا الْإِسْنَاد إخوةُ ذِي الرُّمة فَقيل فِيهِ: مَسْعُود، وَهَمَّام، وخرقاش، فَأَما مَسْعُود فَمنْ مشهوري إخْوَته، وإياه عني ذُو الرمة، بقوله:
أَقُول لمسعودٍ بجرعاءِ مالكٍ ... وَقَدْ هُمّ دَمْعِي أَن تَسُحّ أوائِلُهْ
وَمِنْهُم هِشَام وَهُوَ الَّذِي اسْتشْهد سِيبوَيْه من الْإِضْمَار فِي لَيْسَ بقوله.
فَقَالَ: قَالَ هِشَام بْن عُقْبة أَخُو ذِي الرمة:
هِيَ الشِّفَاء لدائي لَو ظفرتُ بهَا ... ولَيْسَ مِنْهَا شفاءُ الداءِ مَبْذُولُ
وَمِنْهُم أَوْفَى وَهُوَ الَّذِي عناه بعض إخْوَته فِي شعرٍ رثا فِيهِ ذَا الرمة أخاهما:
تَعَزَّيْتُ من أوفى بغيلانَ بعدَهُ ... عَزَاءُ وَجَفْنُ الْعين ملآنُ مُتْرعُ
وَلَم تُنسني أَوْفَى المصيباتِ بعده ... وَلَكِن نَكْءَ القَرْحِ بالقَرْحِ أوجعُ
وَذكره ذُو الرمة، فَقَالَ:
أَقُول لأوفي حِين أبْصر باللوى ... صحيفَة وَجْهي قد تغير حَالهَا
وَقَوله: فَإِذا هم خلوف، يُقَال: لمن تخلف بالحي إِذا ظعنوا وانتجعوا: خُلُوف، قَالَ الشَّاعِر:
فيا لَذَّات يومٍ أزورُ وَحْدي ... ديار الْمُوعِدِيَّ وهُمْ خلوف
يروي فيالذات يوْم ويومٍ، أَزور، فَمنْ عَنَى بقوله فيالذات بِالْإِضَافَة إِلَى الْيَاء الَّتِي هِيَ ضمير الْمُتَكَلّم وأسقطها اكْتِفَاء بكسرة التَّاء الَّتِي هِيَ فِي مَوضِع نَصَبِ لإِقَامَة وزن الشّعْر، فَيوم مَنْصُوب لَا غَيْر عَلَى الظّرْف، وَمن أضَاف قَوْله فيالذات إِلَى الْيَوْم جَازَ لَهُ النصب لِإِضَافَتِهِ إِلَى الْفِعْل وَهِي الَّتِي يسميها كوفيُّو النُّحَاة إِضَافَة غَيْر مُحصنَة، وَجَاز الْجَرّ واختير لِإِضَافَتِهِ إِلَى فعل مُعرب غَيْر مَبْنِيّ.
وَقَدْ يُقَالُ أَيْضا للحي الظاعن: خُلُوف.
وَقَول الرَّاوِي فِي هَذَا الْخَبَر: مي فِي مَوَاضِع فِيهِ، ومية فِي مَوَاضِع أخر، فقد ذكر

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 282
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست