responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 137
أوليك طَلاقهَا وَعتق جواريه، قَالَتْ: بل تهنيه نِسَاءَهُ كَمَا هنأته دَمه، فَأقبل عَلَى أم أَيُّوب فَقَالَ لَهَا: يَا أم أيّوب لَا نسَاء إِلَّا بَنَات الْعم. ثُمَّ قَالَ: أقيمي عِنْدَ أم أَيُّوب حَتَّى يَأْتِيك الْكتاب بمحبتك إِن شَاءَ اللَّه، وقدِم الْكتاب وَقد قدم بِهِ على الْحجَّاج من خُرَاسَان، فأقامه للنَّاس فِي سَرَاوِيل وَقد كَانَ نزع ثِيَابه قَبْلَ ذَلِكَ وَعرضه عَلَى النّاس فِي الْحَدِيد ليعرفوه، فَلَمّا أَمْسَى دَعَا بِهِ الحَجَّاج فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّه: أتأذن لي فِي الْكَلَام؟ قَالَ: لَا كَلَام سَائِر الْيَوْم، قَالَ: فَكَسَاهُ وَحمله وَأَجَازَهُ وخلى سَبيله، وَانْصَرف إِلَى أَهله فَسَأَلَهُمْ عَن حبه، فَأخْبر بأمرها وَقيل لَهُ: مَا نَدْرِي أَيْنَ تَوَجَّهت، ثُمَّ بلغه مَا صنعت، فَكتب إِلَيْهَا: إِنَّك قد صنعت مَا لم تصنع أُنْثَى فأعلميني بمقدمك أتلقاك ويتلقاك النّاس معي، فَلم تعلمه حَتَّى قدمت لَيْلًا وَهُوَ عِنْدَ ابْنَة عُبَيْد بْن كلاب، فَقَالَت: لَا وَالله لَا يُؤذن بِي اللَّيْلَة، فَلَمّا أصبح، أخبر بمكانها فَأَتَاهَا.

خبر الحَجَّاج بْن عَبْد اللَّه الثَّعْلَبِيّ مَعَ عَبْد الْملك
حَدَّثَنَا عدد من الشُّيُوخ مِنْهُم عَبْد الْوَاحِد أَبُو عُمَر هَذَا الْخَبَر عَلَى لَفظه، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَعْلَب، عَنْ عَبْد اللَّه بْن شَبِيب، قَالَ: أَخْبرنِي زبير، قَالَ أَخْبرنِي عمي، قَالَ: كَانَ عَبْد اللَّه بْن الحَجَّاج الثَّعْلَبِيّ من أَشد النّاس عَلَى عَبْد الْملك بْن مَرْوَان فِي طَاعَة ابْن الزُّبَيْر مَعَ القيسية، فَلَمّا قتل ابْن الزُّبَيْر أرسل عَبْد الْملك يطْلب عَبْد اللَّه بْن الحَجَّاج فَلم يظفر بِهِ، فَلَمّا خَافَ عَبْد اللَّه بْن الحَجَّاج أَن يظفر بِهِ أقبل فَدخل عَلَى عَبْد الْملك فِي الْيَوْم الَّذِي يطعم فِيهِ أَصْحَابه فَمثل بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ، قَالَ:
منع الْفِرَار فَجئْت نَحْوك هَارِبا ... جَيش يجر ومقنب يتلمع
فَقَالَ: أَي الأخابث أَنْت؟ فَقَالَ:
ارْحَمْ أصيبيتي هُديت فَإِنَّهُم ... حَجَل تدرج بالشّرِبَّة جوعُ
فَقَالَ: أجاع اللَّه بطونهم، فَقَالَ:
مَال لَهُمْ فِيمَن يظنّ جمعته ... يَوْمَ القليب فحيز عَنْهُمْ أجمع
فَقَالَ: أَحْسبهُ كسب سوء، فَقَالَ:
أدنوا لترحمني وَتقبل تَوْبَتِي ... وأراك تدفعني فَأَيْنَ المدفع
قَالَ: إِلَى النَّار، فَقَالَ:
ضَاقَتْ ثِيَاب الملبسين ونفعهم ... عني فألبسني فثوبك أوسع
قَالَ: فَنزع مطرفا كَانَ عَلَيْهِ فطرحه عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: آكل؟ قَالَ: كلّ. فَلَمّا وضع يَده عَلَى الطَّعَام قَالَ: أمنت وَرب الْكَعْبَة، قَالَ: كنت من كنت إِلَّا عَبْد اللَّه بْن حجاج، قَالَ: فَأَنا عَبْد اللَّه بْن حجاج، قَالَ: أولى لَك.
وَقد روى لَنَا هَذَا الْخَبَر عَنْ طَرِيق آخر، وَفِيه: أنَّ عَبْد اللَّه قَالَ لَهُ: لَا سَبِيل لَك إِلَى

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست