responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 105
فغادرها نُكُوس، وأهوى لِلْأُخْرَى فبتر عرقوبها وَهُوَ يَقُولُ:
عَلام أسْقي رَسْلها وأمنحُ ... وأُشبع الضيفَ بهَا وأجرحُ
إِن لَمْ أقاتلْ دُونها وأضرحُ ... عَنْهَا إِذَا خام الكَميُّ الشحشحُ
ثُمَّ قَالَ: استأسرا، فتذامرنا وَإِن أَنْفُسنَا لتنازعا إِلَى مَا قَالَ، فكررنا عَلَيْهِ بأسيافنا فَوَثَبَ وثبات الفهد، فَوقف حُجْرة وفَوَّت النّبل ثُمَّ كرّ رَاجعا، فَضرب درقة صَاحِبي فاقتدَّها، فَلَمّا رَأينَا ذَلِكَ استسلمنا وَقُلْنَا عياذاً بك يَا بن الْكِرَام، فَقَالَ: بمعاذ عُذْتما، وَسَأَلنَا عَنْ أنسابنا فَأَخْبَرنَاهُ، فَقَالَ: ارتدفا عَلَى رَاحِلَتي واصرفا وجهتها شطر مطلع الشَّمْسُ تبلغكما الحيّ، فخبّت بِنَا الناقةُ تهوي لَا تُمَلّكنا من أمرنَا شَيئًا حَتَّى وردتْ بْنا الحَيّ، فكلا وَلَا إِذ أقبل ضَاحِكا كَأَنَّهُ لَمْ تَمْسَسْهُ مشقة، وَقد مَشى مسيرَة لَيْلَة للراكب الْمُجِدّ، فَقَالَ: دونكما الصرمة الَّتِي اطردْتُماها وناقتين من سُرِّ إبلي برحليهما وحملنا وسَرّحنا، فَقَالَ: اسمعا مَا أَقُول لَكمَا، فَقَالَ:
أَقُول لِخَارِبَيْ هَمْدَان لَمّا ... أثارَا صِرمة حُمْرا وعِيسَا
ألم تعلما أَنْ لن تَفُوتا ... وَأَن لن تُعْجِزا اللَّيْث الهَمُوسا
فظنٌ عَاجز أَن تَسْلُباني ... وَمن ذَا يسلب اللَّيْثَ الفَريسا
وَمن دون الَّذِي أملتُماه ... ضِرابٌ يقطُر البطلَ البَليسا
إِذَا أَنَا لَمْ أذدْ عَنْ مدفآتٍ ... فيحدُو بيدَها الحَزْن الشريسا
فَمِمَّ أُجَنِّبُ الأضيافَ ذَمِّي ... إِذَا النكباءُ أوجفت البَئِيسَا
وَمِمَّا أحَسَبُ الْجُمَم اللّواتي ... يظل لَهَا الرِّجَال إِلَى شُوسَا
وَمِمَّا أُنْعِشُ الْعُفّى إِذَا مَا ... ترَاءى وَجهُ دهرهم عُبُوسا
أهيبا خاربي هَمْدان مِنْهَا ... بزُهْر تَطرد الْفقر الضُّرُوسا
وأوبا سَالِمَيْنِ بهَا ولَمّا ... أُثِر لَكمَا النآدَ المَرْمَرِيسا
قَالَ ابْن دُرَيْد: يُرِيد الداهية، قَالَ القَاضِي: أَحسب الجمم مَعْنَاهُ أنيلهم مَا يَكفهمْ يُقَالُ: أحسبني الطَّعَام وَغَيره يحسبني أَن كفاني، وَقَوْلهمْ حَسبك مَعْنَاهُ كافيك، وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: " عَطَاءً حسابا " مَعْنَاهُ عَطاء كَافِيا يَحْسبهُم أَي يكفيهم وَقَوله: الْجُمم جمعُ جُمة وهم الْقَوْم يسْأَلُون فِي الدِّيَة، وَقَوله: شوسًا جمع أشوس وَهُوَ الَّذِي ينظر نظرا شَدِيدا، قَالَ الشَّاعِر:
خَلا أنّ الْعِتَاقَ من المَطَايَا ... أَحْسَن بِهِ فَهُنَّ إِلَيْهِ شُوسُ
وَقَوله: وَمِمَّا أنعش الْعُفّى، معنى أنعش أرفع، وَقَوْلهمْ: نَعشك اللَّه أَي رفعك إِمَّا بسد

اسم الکتاب : الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي المؤلف : ابن طرار، أبو الفرج    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست