responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 36
قال صف ما نحن للحسن الخير كشكوى أخي طبا للطبيب
قلت أشكو الهوى إلى رجلٍ من أزهد الناس ذاك شر العيوب
قال دع ذا واسمع مقالة حرٍ ... وخذ النصح يا أخي من قريب
ومن ذلك:
أما عذلك لي فغير مزايلي ... فما لدمعي محبس يا قاتلي
كم لائمٍ قد لامني في صبوتي ... لما رأى دنفي وذلك شاغلي
كم شاهد بالله لي يا عاذلي ... بعذاب قلبي بعد قطع حبائلي
وأظن عدلك بي سيوردني الردى ... فعلام عدلك للسقيم الناحل
قد بان مذ بان الحبيب تصبري ... عني فمالي سلوة يا عاذلي
خلقت نفوس العاشقين في ليلةٍ ... فيما أتى ومضى بقول القائل
لما رأيت موكلاً بملامتي ... أجلته في حمله لرسائلي
ومعذبي محص علي تنفسي ... وهو الذي يرمي يصيب مقاتلي
يعد الوصال ولا يرى بوفائه ... ويقرب الأجل المشوب بباطل
ناديته هجري عليك محرمٌ ... وقد انقضى أجلي ولست بهازل
أشكو غراماً طالما قد هدني ... فإذا شكوت يقول رزقي قاتلي
يا سيداً لم أنت عند تضرعي ... تتنفس الصعدا بطرفٍ مائل
ومن ذلك:
كيف تنسى يا قاتلي بالدلال ... وعدك الصب بالرضا والوصال
بأن صبري ولا عجب إذا أهم عزاء الكئيب بالارتحال
من لنفسٍ تموت خوفاً ويحيى ... طمعاً في طروق طيف الخيال
بأبي أنت لا تطع في واشٍ ... قد سعى بيننا بقول المحال
بالتنائي متنا وبالوصل عشنا ... فاعذلني من طول قيلٍ وقال
نحن قومٌ ذنوبنا صحة الو ... د ولسنا ممن يرى بالملال
بأبي من أذاب قلبي وجسمي ... إذ رماني من لحظةٍ بالنبال
نحن قومٌ ذنوبنا شدة الشوق إلى من يذيبنا بالدلال
قد أذاب الهجران قلبي وجسمي ... فدموعي تجري بغربٍ سجال
ليس لي غير النحيب ودمعٌ ... ليس يرقى على ممر الليالي
يضمر الصب كل يومٍ وتنسى ... وغرامي ينمي على كل حال
ليت أنا نموت في وقعة الشوق بفتك الهوى جمال الرجال
ومن ذلك:
سيلحق صبري عاجلاً بتجلدي ... فقد طال تهيامي وطال تلذذي
أقول من أضنى فؤادي ببينه ... على ثقةٍ مني بحسن توددي
أليم الهوى يبقى علي لشقوتي ... ومن شفني بالهجر ليس بمسعد
فيا عاذلي أعلم يقيناً بأنني ... أبوح بما ألقاه في كل مشهد
بليت بمن لو قلت جد بزيارتي ... لا وردني قولي له كل مورد
سأبكي على دهرٍ مضى بلذاذةٍ ... وحبي وصولٌ والعذول مفندي
ألا بأبي من وكل الطرف بالبكا ... وذم قرير العين غير مسهد
أومل أن يبقى جديد وصالنا ... ويخلقه سؤلي بطول التهدد
أظن فؤادي سوف يهلكه الهوى ... إذا رام من رين الأيام تبعد
أعاذل كم ينسى بصبح مغرماً ... فؤادي بظني قد تملك مقودي
إذا ما رآني باكياً سر بالذي ... بجسمي ولا يرضيه حسن تجلدي
ومن ذلك:
مالي إذا رمت طيب النوم لم أنم ... مما يكابده قلبي من الألم
قد مرر البين عيشي حين أذكره ... ونغص الهجر طعم المشرب الشيم
ما بال ليل أخا الهجران ليس له ... صبح وأدمعه تجري بمنسجم
مالي حياة ولا عيشٍ أسر به ... لما أقاسيه من ضرٍ ومن سقم
أمسي وأصبح لا آوي إلى جلدٍ ... ولا عزا وقلبي زائد القرم
حتى م أبكي على من ليس يرحمني ... وليس يرضيه مني غير سفك دمي
إن قات لا أشتكي وجدي إلى أحدٍ ... يقال دمعك يغني عن الكلم
والله ما حسرتي سقمي ولا أسفي ... إلا على بعد زين العرب والعجم
سقمٌ وضرٌ ألما بي وبينهم ... حزنٌ مقيمٌ بقلبي غير منصرم
أشكو إلى قاسم الآجال مسكنتي ... وما بليت به من أحسن الأمم
إن قلت يا مولاي بالهجر تنخرم الآجال أعرض عني غير محتشم
ومن ذلك:
ألا ما لدمع العين غاض فما يجري ... وقد كان في الأحيان يسعد بالقطر
فيا هذه مالي من الضر مهربٌ ... ولا في الورى خلقٌ يجير من الضر
فيا زينة الدنيا خف الله في فتىً ... غدا وهو في بلواه في أوثق الأسر

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست