responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 33
قلت للحب جد فقال بماذا ... قد خلا فيك بالبكا والحنين
قلت يا حب لم تركت محباً ... قلت بالوصل قال بل بالمنون
قال خوفاً من كثرة الحسد الظا ... هر في العاذل القريب المكين
ثم ولى عني بغير اكتراثٍ ... فبقيت الغداة كالمسكين
ومن ذلك:
لقد صنعت بي كل شيءٍ من النكر ... دموعي إذا صنت وقد بان بالعطر
لقد جل ما بي من غرامٍ ولوعةٍ ... ومن جمرةٍ في القلب أذكى من الجمر
وعاذلةٍ لامت فبئسٍ لعمرها ... ملامٍ كئيبٍ قد أقام على الضر
بكيت فمنعت الدمع عند بكائها ... فقالت أبن لي ما دعاك إلى الصبر
فقلت لها لولا سئلت عن الهوى ... لقلت أبن يا سائلي أنت عن أمري
لقد أثم العذال إذ قلت كيف يا ... بني آدم صبري على اللوم والزجر
سئلت فأعطيت الذي قد سألته ... ولم أدر أن الحتف في ذلك الأمر
فيا ليتني لو قد سألت تصبراً ... ولم تكن الأطماع حظي من الدهر
وردت بهم ثم رحت بحسرةٍ ... فكونت الأسقام لي موضع القبر
لقد صورت لي صورة البين ثم لم ... أحاذرها حتى دهيت على خبر
وددت بأن النفخ في الصور عاجلاً ... لأني في حالٍ تؤول إلى العسر
لقد صار قلبي أحسن الناس صورةً ... فيا ليت شعري هل أفك من الأسر
ومن ذلك:
إذا قيل لي حتى م تبكي وتنتحب ... ولم يك بين قلت خوفاً من الغضب
لو لم أهب الخشني خاف كبعض ما ... أخاف من البين المشتت الاكتاب
أعاذلتي مالي سلوٌ وكيف لي ... وقد صد من أهواه من غير ما سبب
إذا قل صبري وفاض دمعي صبابةً ... وإن غاض دمعي لم أزل منه في كرب
بليت بفظٍ ما يجد من نواله ... بمقدار لحظ البين للمدنف للسغب
أذل كذل العبد أسلف زلة ... فأصبح منها في عناءٍ وفي حرب
على أنه ما في التذلل في الهوى ... على أهله عارٌ كذا سنة العرب
وأكثر ما أعلنت هذا...... ... بليت بها من مسعدٍ غير مجتنب
إذا بحت بالشكوى إلى من أذابني ... ليرحمني قال اصطبر ويك لم تخب
وأحسبني أظهرت هذا لراحةٍ ... اصادفها فازددت من شقوتي تعب
فحسبي الذي من مدارة عاذلي ... وحسبي الذي ألقاه فيه من الغضب
إذا ما أطال الناس لومي زجرتهم ... ولم أصغ في لومٍ إلى حبٍ من عتب
فهل من خلاصٍ والسلامة في الذي ... أحاوله من قطعة الناس والهرب
فمن لي يترك الناس لا أبا لهم ... ومن شرهم قد صرت في أعظم العطب
ومن ذلك:
ألام في فيض دمعي يوم بينهم ... وفيه تفريج ما ألقى من الكرب
وإنما لؤم من يلحا على دنفي ... جهلاً بما بي من الآلام والنصب
يا قوم ما لذة الدنيا لمكتئبٍ ... جفاه مالكه من غير ما سبب
قد صار قلبي كجسرٍ للهموم فما ... ينفك يعبره فالقلب في تعب
بلجةٍ من سقامٍ سوف تعرفه ... فدهره هو موقوفٌ على العطب
إن الهوى لتعديةً على كبدي ... أقامني عرضةً للسقم والوصب
أبلى الهوى جسدي فالناس من سقمي ... يبكون لي رحمةً بالأدمع السكب
فكن مجيري من السقم المبرح بي ... يا أحسن الناس من عجمٍ ومن عرب
قد ردد الضر سهماً ثم فوقه ... إلى فؤادي فما أخطاه بالطلب
من كان ينكر عدوان الهوى فأنا ... لحكمه شاكرٌ في الجد واللعب
ومن ذلك:
يا ... جفاه منامه ... غذ صد مالكه وطال سقامه
يا طالب الكرم الذي هو زينه ... أقصر فقتل المستهام ملامه
ضن الحبيب بوصله فبمهجتي ... نارٌ ودمعي ما يقر سجامه
لو يحفظ الرحم الذي هو بيننا ... لرثى لقلبٍ طال فيه غرامه
ومن ذلك:
هجر المنام فلم يجد ... شيئاً إلى طعم المنام
ما أثم صبٌ إذ شكى ... ما قد لقاه من الغرام
ما حاجة الدنف المتيم ... غير ضمٍ والتزام
واها لجسمي ما لقيه ... من الضنا ومن السقام
لم أقض ممن ملني ... وطراً وعاجل بانصرام
واخجلتي ممن قضى ... جوراً علي بلا احتشام
إن السلو لرائحٌ ... عني ووجدي في لزام

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست