responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 25
فكيف واليوم لي زمان ... في زفراتٍ وفي لهيب
أما ومن طاف ثم لبى ... والأول الآخر الرقيب
لقد تحيرت في أمورٍ ... فلا خلاص من الكروب
يا ليت من لام في بكائي ... يترك لومي على الشحوب
وقد أعانته ذات دلٍ ... تحكم بالجور في القلوب
كأنها البدر فوق غصنٍ ... ركب يا قوم في كثيب
سير في أربعين رود ... يزرين في القد بالقضيب
لم أر يوماً لها شبيهاً ... وأين للبدر بالضريب
ومن ذلك:
قد كان فيض الدمع يشفي صبابتي ... فمذ غاب قد قامت علي قيامتي
جعلت شفيعي خاتم الرسل علها ... ترق لبلواي وطول صبابتي
وقلت لها قد والنبي سبيتني ... فبحت بما أخفيه من عظم فاقتي
صليني ففي وصلي حياتي وراحتي ... ولا تهجريني إن هجرك آفتي
معذبتي والله ما رمت سلوة ... ولكنني أرجو لفرط جهالتي
صلي مدنفاً طالت عليه حياته ... وتعجيل موتي يا فديتك راحتي
كتمتك ما بي من أليم صبابتي ... وبحت لكي تصغين عند شكايتي
ولي عاذلٌ في الحب قد رمت رفضه ... فما اسطعت ما أملته لشقاوتي
محبك يخشى أن..... بالذي ... يحاذره إن لم ترين زيارتي
ولي عاذلٌ ما منه بدٌ علقته ... لشدة عيني في أوان عرافتي
ومن ذلك:
لما شكا الصب ما يلقى من السهر ... ومن دموعٍ على الخدين كالمطر
نادى به رجلٌ من فوق صومعةٍ ... تشكو هواك إلى أقسى من الحجر
تشكو إلى صنمٍ من فضةٍ سكبت ... فصورت بدعةً في أحسن الصور
يا من ينوح على من ليس يشبهه ... خلقٌ من الناس في بدوٍ وفي حضر
تبكي عليه وما أولاك صالحه ... ولا رثى لك من سقمٍ ومن ضرر
أقر السلام على حسن التصبر إذ ... جفاك من ليس في جنٍ ولا بشر
لحسنه لا عزاه البؤس ما هتفت ... ذات ارتياحٍ على غصنٍ من الشجر
من ذا يفك أسير الحب من محنٍ ... تكنفته فقد أضحى على خطر
شكوت ما بي إلى من لامني سفهاً ... فقال: شكواك من شدة الحصر
فقلت أكتب قرطاساً وأنفذه ... إلى الحبيب بما ألقى من السهر
وأنني لا أنام الليل أقطعه ... بدرس ياسين أقراها إلى السحر
من حب ذي غنجٍ شبهت ريقته ... كالمزن بالعسل الممزوج بالغمر.
أسح دمعي على خدي وأشربه ... عساه يطفي الذي في القلب من شرر
ومن ذلك:
قال لي من أطال ربي بقاه ... في سرورٍ وغبطةٍ ورعاه
بيني وكيف كان ذنبي حتى ... يا مناي حتى منعت طرفي كراه
سل عزلة الكئيب فيم إذ ... أبوا ولاموه إذ طال بكاه
قلت إني ورب عيسى وموسى ... مستهامٌ يا من جعلت فداه
علم الأشعري أني مشوقٌ ... فدعا لي أجاب ربي دعاه
ودعاه أن يأخذ الله من لا ... م محباً على دوام شجاه
حكم الله ذو الجلال على من ... سر أن يديم سؤلي جفاه
وأراه في شعره كلما يخشى ... وفي جسمه ودام شقاه
ما احتيالي فيه وأظفاره قد ... تشبثت في فؤاد من قد عصاه
حبذا من وكل القلب بالحز ... ن وجسمي قد هده وبراه
حبذا يوم وعده بوصالي ... ذاك يوم ما دمت أرجو لقاه
قرب الله جمعه ففؤادي ... تتلظى وقرب سؤلي شفاه
ومن ذلك:
ولما شكوت الحب قال معنفي ... أتشكو إلى من قلبه صيغ من حجر
فقلت له مالي سواه مؤمل ... أرجيه لي عوناً على العسر واليسر
جفاني بلا ذنبٍ فأعرض تائهاً ... فدمعي سفوحٌ لا يمل من القطر
فيا لائمي جهلاً على كثرة البكا ... دع اللوم لي فاللوم من أعظم الوزر
لقد جائني منه رسولٌ مبشرٌ ... بتقريحه ما قد لقيت من الضرر
أخلت لعل الله لين قلبه ... لينقذني باليسر من شدة العسر
غزالٌ رأى وصلي عليه محرماً ... وأعقبني بعد التواصل بالهجر
فيا عاذلي فيه خف الله واتئدٍ ... فلست بسالٍ عن هواه إلى الحشر
يظن عليه الهجر ضربة لازبٍ ... لصبٍ عليه الضر وقف مدى الدهر
يذكرني طيب الوصال خياله ... فيضرم في قلبي أحر من الجمر

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست