responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 22
فكن منقذي من حيرتي وتلذذي ... فمالي بعد الله غيرك من حسب
ففي كبدي من كل داءٍ أجله ... فقد ذبت حتى قد خفيت عن الصحب
ولم يبق لي إلا الزفير ولوعة ... تقلبني من جنبٍ إلى جنب
فيا ليت أن السأم عاجل مهجتي ... فروحني من طول حزني على الركب
ومن ذلك:
اله عن العذل فلي كبد ... مقروحة من تطاول العذل
لن تتهيأ للصب فرحته ... بغير ما ترحةٍ من العلل
وبي غرام إن أمت أكتمه ... يظهر مني بالأدمع الهمل
يحب قلبي من لا يساعده ... تباً له ما يفيق من وجل
وفي كمال السرور صحبة من ... يخجل قد الغصون بالميل
يقبح وصف الفتى لزوجته ... بالصد عنه وكثرة الملل
يا أيها الناس هات واحدكم ... يلومني أو يزيد في الجدل
وليتهيأ للعذول كيف رأى ... فلست عن صبوتي بمنتقل
وعاذلٍ قال لي وقد نظرت ... عيناه ما بي من شدة الخبل
على مناك السلام قلت له ... ومن مناي؟ دعني من الخجل
فقال من عليه ترى كالشمس حزة إذ ظن بالقبل
فقلت قلبي على قساوته ... إليه صاب هذا من الخلل
فكف عن لوم من تعنفه ... إذ هام عشقاً بربة الكلل
ومن ذلك:
هل لي عن طول البكا من مسعدٍ ... فلقد نأى صبري وقل تجلدي
يا من عليه من الأنام معولي ... كن راحمي من حيرتي وتلددي
لم صرت بعد السلام لي حرباً ... ولم روعتني بتوعدٍ وتهددي
لو شكوت الحب قال مفندي ... لا زلت في كمدٍ تروح وتغتدي
يا من كأن السحر حشو جفونه ... الكحل في عينيه غير الأثمد
هل منك لي وعد يطيب عيشتي ... فلقد علمت بحاجتي وبمقصدي
يا من كأن الشهد لذة ريقه ... النكهة الخمر العتيق العسجد
والثغر درٌ والسواك يزينه ... فكأنه عقدٌ ولما يعقد
يا من يزيد على الهلال ملاحةً ... والغصن يحكيه بغصن تأود
يا كاملاً في الفضل جد لتذللي ... بزيارةٍ من طيفك المتودد
يا سيداً جمع الفصاحة والحجى ... لازال نجمك في بروج الأسد
ومن ذلك:
أعرض عن غير ما اجترامٍ ... من يفضح الغصن بالقوام
شاء عذابي فقد وربي ... أوقف قلبي على الحمام
لو عبد الله ألف عامٍ ... وألف عامٍ وألف عام
لكان هجري عليه أثما ... وليس يخلو من الآثام
على مناي السلام مني ... إن كنت أرضيه بالسلام
قلت له زر فدتك روحي ... قال أيجزيك في المنام
فقلت يرضيك دهن مثلي ... بالزور دعني عن الكلام
فقطب الحاجبين منه ... فقلت زرني بلا احتشام
فاتني بالبنفسج الغض والرياحين والمدام
أعمر وقتي في مثل هذا ... يذهب ما لأنعم الحسام
فقلت ماذا الصداع تبغي ... زرني بآبائك الكرام
ومن ذلك:
إذا قال دمعك لم ينسجم ... بكيت واتبعت دمعي بدم
وقلت على من يرى أعظمي ... بحسن المقلد والمبتسم
فقال عليه يطيب البكى ... فقلت فكف إذا لا تلم
وقلت على الصبر طيب السلام فقد بان صبري لما صرم
فقال أتحمل للمؤمن ... ليصير تحت التهم
فقلت له إن لي زفرة ... تحقق ما ظنه المتهم
ومن ذلك:
فقال على الحر أن يرعوي ... ليستعمل الحزم قبل الندم
إذا جعل النور في قلبه ... أناب إلى ربه في الظلم
فقلت له آهٍ وا حسرتي ... على صنمٍ فاق حسن الصنم
فكف عن العذل في حبه ... ولاتك تظلم مع من ظلم
فكم أقطع الدهر في صبوتي ... مع الشهر مختبل مقتسم
ولا ينفع اللوم لي مرة ... ولا مرتين فكم ذا الصمم
أظن الحمام سيجتاحني ... فإن أنت ترث لي فاحتشم
على الصب أن لا يمل الدموع ... فإن أكثر النوح فليلدم
فدع عنك عذلي ففي مهجتي ... من العذل لي جمرة تضطرم
أظل من الشهر في لوعتي ... إلى الشهر في ألمٍ وظلم
ولي عاذل لو رأى أمره ... رشاداً لسارعت فيما حكم
ومن ذلك:
من كان يزعم أني غير مصطبرٍ ... من الهوى أن قلبي غير مصطبر

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست