ذلك اليوم نصف طعم من بشتمازك، بسبب التعب الذي لحقه مع شيء من دهن المعقود. بعد أن يكون في بيتك عُميل. فأنه يبرأ بعد أثني عشر يوماً ويكون سالماً في نفسه إن شاء الله.
وهذا باب مجرّب سالم في خدمة القرنصة ونحن نصف غيره من أبواب السلامة مما لا يعرفه الناس ونَصفُ ما تعلمه المتسوّقة الذين يريدون به السوق. وهو من السمائم القاتلة للجوارح، وما فيها خير فتوصف ولكن لا بد من صفتها حتى يعلم إنا قد عرفناها ولم تخف علينا، ونُشكر بعد ذلك على تحذيرنا من استعمالها ونحن نذكرها، وينبغي إلا يكون نتف الباشق إلا للفرخ وحده والمقرنص ينتف ذنبه.
وقد أطعم الناسُ لحم القنفذ للمقرنصات، على شريطة نحن نذكرها، وهو أن تعمد إلى القنفذ فتذبحه وتخلص شحمه من اللحم، فإذا خلص لك اللحم الأحمر، فأعمد إلى الباشق وأطعمه منه أقل من نصف طعمه، ولا تلزمه إياه دائماً، بل ليكن مرة في عشرة أيام. ومن طعم القرنصة أيضاً اليربوع في كل جمعة مرتين فأنه سالم مجرّب وهو مع الرفق مبارك سالم.
والذي هو سم في القرنصة على الباشق إذا هو أكله دهن القرطم ودهن الجوز، والغدد التي تكون في رقبة الشاة إذا ذبحت فأنها تؤخذ وتجفف وتدق وتطعم للباشق، وهذا إذا أطعم الباشق منه شيئاً خرج في غاية الحسن، وعند التحريك يندم صاحبه. ودهن القرطم والجوز أصلح من الغدد، والكل رديء على من يريد أن يلعب بباشقه، وأما الصعلوك فهو جيد له وحده.
ومتى رأيت الباشق نقياً ما عليه غريبة فأحذر منه. وقد ذكرنا ما فيه كفاية.