فردّت عليه بقولها: "من أُمِيّ تَسَلَّمْتَنِي" أي: لَمْ يُشَارِكْ أبي في هذا الأمر.
* وقال المتفاخر بقمع الْجُنَاةِ من قُطّاعِ الطَّريق: قَطَّعْتُ رؤُوس عصابة الجناة.
فردّ عليه أحد حاضري المعركة: "رأسَ جَانٍ قَطَعْتَ" أي: لم تقطع غيره.
* وقال الرفيق لرفيقه: صحبتك في زيارتي لمكة وفي زيارتي لمسجد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فردّ عليه بقوله: "في زيارتي لمكة صحبتني" أي: لم نتصاحب في الزيارة لمسجد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
***
الداعي الرابع: التنبيه على أنّ المقدّم هو مناط الإِنكار أو الاستغراب أو الاستعظام أو لفت النظر أو نحو ذلك.
أمثلة:
* أراد المربّي أن ينكر سلوكاً عابَةُ على تلميذه، وأن يبادِرَه بتنبيهه عليه، فقال له:
"رِجْلَكَ تَمُدُّ إلَى وجْهِي دون احترام، وصَوْتَكَ تَرْفع فِي مَجْلِسي بَعْدَ طُول تَأْديبي لك، وتَعْليمي إيَّاك.
فقدم المعمول على عامله في الجملتين لتنبيهه عَلى مناط الإِنكار.
* وقال أبو العلاء المعرّي منكراً على من زعم أنّه يُصَدِّق الواشي، ويُخيّب السائل:
أَعِنْدِي وقَدْ مَارَسْتُ كُلَّ خَفِيَّةٍ ... يُصَدَّقُ وَاشٍ أَوْ يُخَيَّبُ سَائِلُ
فقدّم الظّرف "عندي" على عامله "يُصَدَّق" وما عطف عليه، ليدُلَّ على مناط إنكاره.