أقول: كلامُ الْحَوْفِي رَأيٌ في تحليل الوضع اللّغوي، إلاَّ أنّ اللّغات يَصْعُبُ الجزم بتعليل أوضاعها، إلاَّ ما كان منها متبادراً لِلْفَهْم، أو خاضعاً لمقاييس تجريبيّة.
***
قضايا حول النفي في الجملة
القضيةُ الأولى: نفيُ الذَّاتِ الموصُوفة قَدْ يكونُ نَفْياً للصفة دون الذّات، وقد يكون نفياً للذّاتِ والصفة معاً.
(1) فمن أمثلة نفي الصفة دُونَ الذّات، قول الله عزّ وجلّ في سورة (الأنبياء/ 21 مصحف/ 73 نزول) بشأن الرُّسُلِ من البشر:
{وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطعام وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ} [الاية: 8] .
فالنفْيُ في هذه الآيَةِ مُسَلَّطٌ علَى عدم أكلهم للطعام لا عَلَى كَوْنِهِمْ جَسَداً، فهم جَسَدٌ وَيَأْكُلُونَ الطَّعَام.
(2) ومن أمثلة نفي الذاتِ والصفة معاً:
* قولُ الله عزَّ وجلَّ بشأن الفقراء المتعففيين عن المسألة في سورة (البقرة/ 2 مصحف/ 87 نزول) :
{تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ الناس إِلْحَافاً ... } [الآية: 273] .
أي: لاَ يسألُونَ الناسَ مطلقاً فلاَ يَحْصُلُ منهم إلحافٌ في المسألة.
أقول: لا مانع من أن يسألُوا برفق دون إلحافٍ.
الإِلحاف: الإِلحاح في المسألة مع عدم الحاجة.
* قول الله عزّ وجلّ في سورة (غافر/ 40 مصحف/ 60 نزول) بشأن الظالمين يوم القيامة: