اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 141
دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا} [1]. وقال عز وجل: {لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى} [2]. وقال تقدست أسماؤه: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} [3].
وفي الحديث: "من مقت نفسه فقد آمنه الله من مقته"[4]. وقال طفيل: "من الطويل":
محارمك أمنعها من القوم إنني ... أرى حقبة قد ضاع فيها المحارم5
وقال عمرو بن أحمر6 "من الطويل":
تغمرت منها بعدما نفد الصبا ... ولم يرومن ذي حاجة من تغمر7
وقال الحطيئة "من الطويل":
تدرون إن شد العصاب عليكم ... ونأبى إذا شدّ الصعاب فلا ندر8
وقال الفرزدق "من البسيط":
أصدر همومك لا يقتلك واردها ... فكل واردة يوماً لها صدر9 [1] سورة الإسراء، آية: 21. [2] سورة طه، آية: 61. افترى الكذب: اختلقه. يسحتكم: يستأصلكم. [3] سورة الأنعام، آية: 10. [4] مقته: أبغضه من المقت وهو البغض.
5 المحرم من النساء: ما لا يحل نكاحها. الحقبة: المدة والزمن.
6 باهلي أدرك الإسلام فأسلم، وغزا مغازي الروم، وتوفي على عهد عثمان بعد سن عالية، وهو كثير الغريب صحيح الكلام.
7 تغمر بالقدح: شرب به، وتغمرت: أي شربت من الغمر، وهو قدح صغير جدًّا، ضربه مثلًا: أي تعللت منها بالشيء القليل، وذلك لا يبلغ ما في النفس منها من المراد، يقال: حاولت أن أتمتع بمحبوبتي بعد أن ذهب الشباب ولكن هيهات، وروى من الماء: ارتوى، نفد: فَنِيَ.
8 الدر: اللبن. ودر الضرع باللبن يدر. العصاب: العصابة. يقال: عصب رأسه بالعصابة، والمعنى: أنتم أذلاء قبلتم الهوان، ونحن أعزاء لا نضام، ولا نعطي القياد عن ضيم.
9 صدر عن الماء: رجع ضد ورد، والمعنى: لا تدع الهموم التي تطيف بك تعذبك، وتقض مضجعك؛ بل اطردها من نفسك، وتسل عنها، والواردة لا بد لها يومًا من الصدر؛ أي: أن الهموم مهما أقمتها لا بد أن تذهب من نفسك؛ فعجل بطردها.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 141