responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 95
قد سَعِدَتء جُدُودُهم بجدِّهِ
فكلُّ خَيْر عندهم من عندِه
يَظَلُّ مَوْلاهُ له كعَبْدِهِ
يَبِيتُ أَدْنَى صاحِبٍ من مَهْدِهِ
وإِن غَدَا جَلَّلَه ببُرْدِهِ
ذَا غُرَّةٍ مُحَجَّلاّ بزنْدِهِ
تَلَذُّ منه العَيْنُ حُسْنَ قَذِّهِ
تأْخِيرَ شدْقَيْه وطُولَ خَدِّه
تَلقَى الظِّباءُ عَنَتاً من طَرْدِهِ
يشرَب كأْساً شدّها في شَدِّهِ
يا لَكَ من كَلبٍ نَسِيج وَحْدِهِ
وله في الثعلب والكلب:
لمّا غَدَا الثَعلبُ في اعْتدائِهِ
والأَجَلُ المقدُورُ من وَرَائِهِ
صَبَّ عليه اللهُ من أَعْدَائه
سَوْطَ عَذابٍ صُبَّ مِن سَمَائَهِ
مُبَاركاً يكثرُ من نَعْمائِه
تَرَى لمَوْلاه على جِرَائِه
تَحدُّبَ الشَّيْخ على أَبنائِهِ
يُكِنُّه باللَّيْل في غِطَائَهِ
يُوسعُه ضَمّاً إِلى أَحْشَائه
وإِن غَدَا جُلِّلَ في رِدائِهِ
من خَشيَة الطَّلِّ ومن أَندائِهِ
يَضنُّ بالأَرذلِ من أَطلائِهِ
ضَنّ أَخِى عُكلٍ على عَطَائِه
حتّى إِذا ما انشامَ في مُلاَئِهِ
وصارَ لحْياهُ على أَنسَائهِ
تَنَسَّمَ الأَرْواحْ في أنبِرَائِه
خَضْخَضَ طُنْبُوبَيه في أَمعائِهِ
فخَضَّبَ الثَّعْلَبَ من دِمَائِهِ
يا لك مِن عادٍ على حَوْبَائِهِ
وله في كلب اسمه سرياح:
قد أَغتدِىفي فَلَقِ الصَّبَاحِ
بمُطعِمٍ بُوجِزُ في سرَاحٍ
مُؤيِّدٍ بالنَّصْرِ والنَّجَاحِ
غَذَتْهُ أَظآرٌ من اللِّقَاحِ
فهو كَمِيشٌ ذَرِبُ السِّلاحِ
ما البَرْقُ في ذِي عَارِضٍ لَمّاحِ
ولا انقِضاضُ الكَوْكَبِ المُنصَاحِ
أَجَدُّ في السُّرْعَة من سِرْيَاحِ
يَكَادُ عندَ ثَمَلِ المُرَاحِ
يَطِيرُ في الجَوِّ بلا جَنَاحِ
يَفِتَرُّ عن مِثل شَبَا الرِّماحِ
فَكَمْ وكَمْ ذي جُدَّةٍ لَياحِ
غَادَرَهُ مُضَرَّجَ الصِّفَاحِ
وأيضاً في كلب اسمه زنبور:
إِذا الشّياطِينُ رَأَتْ زُنبُورَا
قد قُلِّدَ الحَلْقَةَ والسُّيُورَا
بَكتْ لخِزَّانش القُرَى ثُبُورَا
أَزفَى تَرَى في شِدْقِه تأْخيرَا
تَرَى إِذَا عَارَضْتَهُ مَفرُورَا
خَنَاجِراً قدْ نبَتَتْ سُطُورَا
مُشْتَبِكَاتٍ تَنْظِم السُّحُورا
أُحْسِنَ في تَأْدِيبِه صَغِيرَا
حَتّى تَوَفَّى السِّتَّةَ الشُّهُورَا
مِن سِنِّه وبَلَعَ الشُّغُورَا
وعَرَفَن الإِيحاءَ والصَّفيرَا
والكَفَّ أَن تُومِىءَ أَو تُشِيرَا
يُعْطِيك أَقْصَى حُضْرِه المَذخُورَا
شَدّاً تَرَى من هَمْزِه الأُظْفُورَا
مُنَتشِطاً من أُذْنِه سُيُورَا
وله أيضاً:
أَعْددْتُ كلباً للطِّرَاد فَظَّا
إِذا غَدَا من نَهَمٍ تَلظَّى
وجَاذَبَ المِقْوَدَ واسْتَلَظَّا
كأَنَّ شَيْطَاناً به أَلَظَّا
يَكُظُّ أَسرَابَ الظِّبَاءِ كَظَّا
يَحُوزُ منها كلَّ يَوْمٍ حَظَّا
حتّى تَرَى نَجِيعَها مُفتَظَّا
وله أيضاً:
قد أَغتدِى والطَّيْرُ في مَثْواتِهَا
لم تُعْرِبِ الأَفواهُ عن لُغاتِهَا
بأَكلُبٍ تَمْرَحُ في قِدّاتِهَا
تَعُدُّ عِينَ الوَحْشِ منْ أَقْواتِهَا
قد لَوّحَ التَّقديحُ وَارِيَاتِهَا
وأَشْفَقَ القانِصُ من خُفَاتِهَا
من شِدَّةِ التَّقديح واقْتِيَاتِهَا
وقُلتُ قد أَحْكَمْتَها فهَاتِهَا
وأَدْنِ للصَّيْد مُعَلَّمَاتِهَا
وارْفَعْ لَنَا نِسْبَةَ أُمَّهاتِهَا
فجاءَ يُزْجِيها على شِيَاتِهَا
شُمَّ العَرَاقِيبِ مُوَثَّقَاتِهَا
مُشرِفةَ الأَكَتافِ مُوفَدَاتِهَا
سُوداً وصُفْراً وخَلَنْجِيّاتِهَا
تَرَى على أَفْخاذها سِمَاتِهَا
مُفدَّيَاتٍ ومُحَمَّيَاتِهَا
غُرَّ الوَجوهِ ومُحَجَّلاتِهَا
كأّنَّ أقماراً على لَبَّاتِهَا
قُودَ الخَرَاطيم مُخَرْطَمَاتِهَا
زُلَّ المآخِير عَمَلَّسَاتِهَا

اسم الکتاب : الأنوار ومحاسن الأشعار المؤلف : الشمشاطي    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست