تسقط به النصيحة على الظنة.
أي انك تنصحه فيتهمك. قال أبو عبيد: ومثله قولهم: لا يطاع لقصير أمر.
اخبرني أبن الكلبي عن أصل هذا أنَّ قصير بن سعد كان أشار على جذيمة حين خطب الزباء ألا يفعل وذلك إنّه كان قتل أباها، فكانت تطلبه بذحل فلم يقبل منه وتزوجها، ثم صارت إلى قتله، فعندها قال: " لا يطاع لقصير أمر " فذهبت مثلاً. وقال أبو عبيدة: ومن أمثالهم في النصح قولهم: لا تنقر الشوكة بمثلها فإنَّ ضلعها معها.
يقول: لا تستعن في حاجتك بمن هو للمطلوب منه الحاجة أنصح منه لك ومن أمثالهم في التهمة قولهم: عسى الغوير أبوساً.
وقد فسرناه في غريب الحديث. قال الأصمعي وغيره من علمائنا: وإذا اتهم الرجل رجلاً فقيل له: من أين هو؟ قال: من بلاد كذا وكذا فقل له: قد أعرضت القرفة.
معناه أنَّ هذا مطلب عريض، لا يقدر عليه، ولا يحاط به.