باب النقية في الحاجة واحتمال التعب فيها
قال الأحمر: من أمثالهم في تحسين الحاجة والتنوق فيها قولهم: أصنعه صنعة من طب لمن حب.
أي صنعة حاذق لمن يحبه. وقال الأصمعي في نحو من هذا، وليس هو من ذلك بعينه: الحسن أحمر.
قال أبو عبيد: وأحسبه إنّما يعني إنّه من أراد الحسن والجمال صبر على أذاه ومشقته في الحمل على البدن والمال من طلب المهيئة، وذلك قولهم: " الموت الأحمر " ومنه قول علي رضي الله عنه: كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يكن منا أحد اقرب إلى العدو منه. وقال أبو زبيد الطائي يذكر الأسد يفترس الرجل:
إذا علقت قرنا خطاطيف كفه ... رأى الموت بالعين أسود أحمراً
ومن أمثالهم في شدة الحرص على الحاجة قولهم: جاء تضب لثته ولثاته على كذا وكذا.
ومنه قول بشير بن أبي حازم:
وبني تميم قد لقينا منهم ... خيلا تضب لثاثها للمغنم