وقال بعض الحكماء: إني لأسعى في الحاجة وإني منها ليائس، وذلك للأعذار، لئلا أرجع على نفسي بلوم. وقال أيضاً: صيدك لا تحرمنه.
يضرب للذي يحض على انتهاز الحاجة إذا أمكنته
باب الجد في طلب الحاجة وترك التفريط فيها
قال أبو عبيد: يروى عن أبجر بن جابر العجلي أنه قال فيما أوصى به ابنه حجارا: يا بنيٍ، إياك والسآمة في طلب الأمور فتقذفك الرجال خلف أعقابها.
فص ومن أمثالهم في قولهم: ليس لهناء بالدس.
يضرب للرجل لا يبالغ في الطلب. واصله أن يجرب البعير في أرفاغه وآباطه، فإذا هنئت تلك المواضع منه قيل: قد دس دسا. يقول: فليس ذلك بشيء، وإنما الهناء أن تهنأ الجسد كله، فكذلك المبالغة في الحاجة والاستقصاء.
ومن أمثالهم إذا أمروا الرجل بالجد في الأمر قالوا: جمع له جراميزك.
قال أبو زَيد: ويقال في مثل هذا: قد ضرب عليه جروته.
أي قد وطن عليه نفسه. قال الأصمعي: وكذلك قولهم: شد له حزيمه.
أي تشدد لذلك واستعد له. ومنه الحديث الذي يروى عن علي عليه السلام: