غيره. وقال الأصمعي في مثل هذا: أدرك أرباب النعم.
أي جاء من له عناية واهتمام بالأمر. وقال أبو عبيدة في نحو هذا:
لبث رويدا يلحق الداريون ... أهل الجباب البدن المكفيون
قال: والداري هو رب النعم، وإنّما سماه دارياً لأنه ميم في داره، فنسب إليها، ويقول: فهو رب المال، فاهتمامه بأبله اشد من اهتمام الراعي الذي ليس بمالك له. وقال الأصمعي: ومن أمثالهم: أهل القتيل يلونه.
قال أبو عبيد: معناه انهم أشد بأمره عناية من غيرهم، وهو ليس من الأول بعينه، ولكن قريب منه.
باب صيانة الحر نفسه عن خسيس مكاسب المال
قال أبو عبيدة: من أمثال أكثم بن صيفي: تجوع الحرة ولا تأكل بثديها.
قال أبو عبيد: وهذا مثل قديم، ولكن العامة ابتذلته وحولته فقالت: " لا تأكل ثديها ". وكان بعض العلماء يقول: وليس هذا بشيء، إنّما هو "