جميعا أن تدرج في «باب ما جاء ... في القرآن فضربت به الأمثال» .
وذكر في «بابي مدح الرّجل والشفقة عليه» جملة أمثال تبدأ ب 506 وتنتهي ب 524، وكلّها تبدأ ب «كأنّ» مما يجعل لها حقا أن تذكر مع أخواتها في «باب آخر من التشبيه في كأنّ وكأنّما» . وجاءت في «باب مدح الرجل» أمثال على صيغة «أفعل» مثل 484، 485- 492- 496- 497، وكان من حقّها أن ترد في «باب أفعل من كذا» . وهنا لك أشياء أخرى كان من حقّها أن تنقل من أماكنها إلى أماكن أخرى، ولم أذكرها، لأنني أمثّل ولا أستقصي.
ومن آيات جناية الذاكرة على هذا الكتاب أن أبابكر نسي تدوين بعض الأمثال مما يعرفه هو، مثل: «جصّصت الدار بعد ما خربت» [141] ، ومثل «مخلّط خراسان» [142] ، و «يقع في البئر من حفر» [143] ، وإذا كان يمكن أن يقال: إنّه من المحتمل ألا يكون المثلان الأوّلان مستعملين في العراق والشام، فإن الثالث ما يزال مستعملا في العراق إلى اليوم. ولا بدّ أن تكون هنالك أمثال أخرى سوى ما ذكرت قد غابت عن ذاكرة أبي بكر فغابت عن هذا الكتاب. [141] استعمله الخوارزمي في شعره، ينظر اليتيمة 4: 233. [142] والمثل مناسب لقولهم: سفينة نوح، وجامع سفيان- ينظر ثمار القلوب: 171 وقد كان يستعمله أبوبكر، والمخلّط: ما يخلّط: ما يخلط من اللوز، وبزر البطيخ، والكشمش ونحوها مما يكون في النّقل. [143] رسائل الخوارزمي: 60.