responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 102
التأليف:
وهذا الفن من أبواب المنطق التطبيقي. يخضع لما يسمى مناهج البحث والتأليف باختلاف موضوعاتها: الرياضية والطبيعية، والاجتماعية، والأدبية[1] ولكل أثره في الأساليب ما دامت العبارة صورة للمعاني والموضوعات. هذا من ناحية؛ ومن الناحية الثانية نرى أن للشخصية أثرًا واضحًا في منهج التأليف والبحث فاقتضى ذكره هنا. وإذا كان لا بد من الإشارة إلى نحو من ذلك مقارب، فهؤلاء كتاب السيرة النبوية المعاصرون، محمد حسين هيكل، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، فالصفة التقريرية العلمية كانت لأولهم، فظهر كتابه خاضعًا لمناهج البحث العلمي الواضح في الفصول والأقسام، وفي عرض الآراء ومناقشتها، وفي الاستقصاء والعناية بالحق وتخليصها من الأساطير وتفسيرها بروح العلم والدين، وكان أسلوبه لذلك ممتاز بالوضوح، والدقة العلمية، والمساواة، وإن لم يخلص من الشعور الديني.
وقد أخلص ثايها لفنه القصصي فاستلهم المراجع القويمة التي صاحبت حوادث السيرة وانتقل إلى أماكنها كذلك. وعاش مع أهلها يتلقى عنهم الحقائق والخرافات والتورايخ والأساطير، حتى اندمج في هذا الماضي وأعاده إلينا قصصًا جميلًا حقًّا، بأسلوبه الفياض، الموسيقى، المستقصي، فلم يتقيد بالمنهج العلمي في التحقيق، والتقسيم، وفي مجانبة الخيال ومناقشة الآراء والأقوال.
وأما ثالثهم فكان عالمًا أديبًا "ممثلا" استخلص الحقائق ولكن بالروح الإسلامية، واختار رءوسها الهامة، وقسمها فصولا ومناظر، وأداها بهذا الأسلوب الحواري الذي هو أسلوب القصص التمثيلية، مع الاحتفاظ بعباراته القديمة ما أمكنه ذلك.
الأول عالم، والآخران أديبان: قصاص وممثل.

[1] راجع المنطق التوجيهي تأليف أبو العلاء عفيفي: الفصل الثاني عشر.
النثر الأدبي:
وأما النثر الأدبي فيمتاز بقوة العاطفة التي تؤثر في عباراته تأثيرًا واضحًا يبدو في الكلمات والصور، والتراكيب، وليس معنى ذلك خلوه من الأفكار القيمة والحقائق المبتكرة؛ كلا فإن الحقيقة عنصر أدبي هام وهي في النثر ألزم، لذاتها أولًا، ولأنها تسند العاطفة وتبعث فيها القوة ثانيًا. لذلك نجد هذه الفنون الأدبية للنثر تعتمد على العنصر العقلي مهما تتوسل بقوة الشعور، وجمال التعبير، نجد ذلك في الرواية، والرسالة، والخطابة، والوصف والمقامة ونحوها. وإذا كان الوضوح هو الصفة الأصلية في الأسلوب العلمي. فهو هنا لازم كذلك للأسلوب الأدبي مع صفتي القوة والجمال. ولكل صفة وسائل لتوافرها، تراها قريبًا. ونذكر هنا بعض فنون النثر الأدبي مشيرين إلى أهم قوانينها ذالت الأثر الواضح في عباراته؛ تاركين تفصيل هذه القوانين إلى مناسبة أخرى.
اسم الکتاب : الأسلوب المؤلف : الشايب، أحمد    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست