اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 87
الدراسات ما زالت مخطوطة، أي: لم يفد منها الباحث والقارئ، ومن الملاحظ أيضًا أن المجموعات التالية لم تحظ بالعناية: حماسة البحتري، والحماسة البصرية، حماسة ابن الشجري، حماسة الخالديين, وغيرها, لم تثر اهتمام الجامعيين، وإن كان بعضها قد حقق تحقيقًا علميًّا، وبعضها الآخر قد نشر، ولكنه يحتاج إلى إعادة نشر توثيق ودراسة لتكون الفائدة أكثر وأشمل وأعمق، لأن ميزة هذه المجموعات أنها حوت كثيرًا من الشعر لشعراء مغمورين أو مقلين، وبعضها قد اختاره صاحبه وفقًا لمعايير معينة, هي بحاجة إلى دراسة وكشفٍ لتبيين الاتجاهات النقدية وغيرها من خلال الدراسة المتخصصة المتعمقة.
هـ- وإذا ما انتقلنا إلى شعر القبائل أو المجموعات الاجتماعية الخاصة كالصعاليك اللصوص, فإن الصورة مشجّعة، فقد أدرك أساتذة الجامعات منذ وقت مبكِّر أن دراسة شعر هذه القبائل أو المجموعات ذو أهمية بالغة في الكشف عن ظواهر كثيرة, وتوضيح بعض الأمور التي ما زالت غامضة، ومحاولة استكشاف بيئات الشعر الجاهلي، وهذا ما فعله الأوائل حينما اهتمّوا بجمع شعر القبائل وضاع كله إلّا شعر الهذليين. فمن الدراسات الأولى دراسة الدكتور أحمد كمال زكي عن شعر الهذليين "1951م"، دراسة الدكتور يوسف خليف عن الشعراء الصعاليك "1959م"، وتتعاقب الدراسات في نهاية الستينات "دراسة عن الصعاليك للدكتور عبد الحليم حفني الكردي 1967م"، وتكثر في السبعينات لنجد الدراسات حول القبائل التالية:
شعراء البحرين، الشعر في قبيلة ذبيان، الشعر في قبيل قيس، الشعر في قبيلة غنى، الشعر في قبيلة عامر، شعراء عبد القيس، شعراء اليهود، الشعر في بني يشكر, شعر طيء، شعر همدان, شعر تميم، شعراء قشير. ولعدم التنسيق فإن دراستين لشعر بني عامر تظهران واحدة في الإسكندرية وأخرى في الأزهر، ونجد دراستين حول اللغة في قبيلتين "لغة هذيل، ولهجة تميم"، وهذه الدراسات تنقسم كل دراسة إلى قسمين يتناول الأول دراسة عن القبيلة ومضاربها ومياهها وتقاليدها وفرسانها وحروبها وعلاقاتها مع الآخرين، وأما القسم الثاني فيخصص لجمع شعر كل شاعر من شعراء القبيلة, يستثنى من ذلك من له ديوان مطبوع، ويتولَّى الباحث تخريج هذا الشعر وشرحه وتوثيقه، وربما عمد بعضهم إلى رصد ظواهر فنية أو خصائص في شعر القبيلة بعامة.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 87